ماذا حدث للمرأة المصرية؟ الجنس الناعم يرفع شعار "العنف هو الحل" وينظر إلى الحياة على أنها مجموعة من مباريات المصارعة

الإثنين، 24 مايو 2010 11:24 م
ماذا حدث للمرأة المصرية؟ الجنس الناعم يرفع شعار "العنف هو الحل" وينظر إلى الحياة على أنها مجموعة من مباريات المصارعة المرأة المصرية هل ودعت الرومانسية إلى الشراسة؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما الذى حدث للإنسان المصرى؟ سؤال يتردد فى برامج التليفزيون، وقبله فى قاعات الدرس فى الجامعات المتخصصة، وكذلك فى مراكز البحوث الاجتماعية والنفسية.. فأى مراقب للمصرى، سواء كان فى أعلى سلم الحياة أو أسفلها يستطيع دون تردد أن يلحظ تغييرات جوهرية فى المصريين على مدى نصف القرن الذى مضى، ثم زاد عقد من القرن الجديد، تغيرات فى النسيج الاجتماعى والمواصفات العامة التى جمعت أهل بحرى وقبلى والشرق والغرب والمسلم والمسيحى، ورغم هذا الحديث الدائم حول تغير الإنسان المصرى، لم أسمع كثيراً من الأحاديث حول التغير الذى حدث للمرأة فى مصر بشكل منفصل.. ليس لأنى من دعاة فصل المرأة عن الرجل، أو لأنى من أقطاب الجمعيات النسائية.. ولكن الواقع الذى ألمسه وأراه وأسمعه وأتعامل معه يفرض علىَّ فرضاً قسرياً، أن أتحدث عن تغير أصاب المرأة صغيرة أو كبيرة، غنية أو فقيرة، متعلمة أو جاهلة.. تاركة الحديث عن الإنسان المصرى بصفة عامة لآخرين.. وإليكم شهادة واحدة من النساء حول ما حدث للنساء فى مصر.

منذ أيام كنت فى أحد النوادى الاجتماعية العريقة التى تكلف عضويتها آلاف الآلاف، وجذبنى مشهد لا يمكن أن يمر مرور الكرام واستدعى عندى كل ما سوف أكتبه، أما المشهد فكان لسيدتين شابتين يبدو عليهما ارتفاع المستوى المادى، وكل منهما تجلس مع مجموعة سيدات أخريات، وبدا من المشهد أن لكل منهما طفلين، يلعبان وبين الحين والآخر يجريان فى اتجاه الأم الشابة لطلب شىء مثل شرب مياه أو طعام، بدا أيضاً من المشهد أنه ليس هناك على الإطلاق معرفة مسبقة أو غير مسبقة بين السيدتين.

ثم فجأة أتى ابن أحدهما باكياً شاكياً بأن هناك طفلة ضربته، فذهبت الأم مع طفلها بهدوء لبحث المسألة، وليشير إليها على من ضربه، وبدأت السيدة الصغيرة فى تأنيب الطفلة بسبب ضربها لابنها، مما استدعى نهوض أم الطفلة لتسأل عن أمر تلك التى تُحدث طفلتها، وفى لحظات كلمح البصر تحولت منطقة ملاعب الأطفال فى النادى العريق إلى ساحة حرب بدائية بين السيدتين، ولم تكن حرباً كلامية أو تلاسناً كعادة النساء حتى فى المناطق الشعبية، ولكنها كانت لكمات متبادلة وضرباً ذكورياً من العيار الثقيل رغم ضآلة حجم السيدتين، وانتهى الأمر بالضربة القاضية من إحداهن بعد أن سقطت الأخرى فاقدة الوعى.

وخلال تلك المعركة لم يظهر رجل واحد حتى من رجال أمن النادى الممتلئ بالرجال والشباب، فالحرب كانت حرباً نسائية والمقاتلون والضحايا نساء.

ملحوظة: سبب المعركة أن طفلة "أنثى" ضربت طفلاً "ذكر".

وأعادت هذه المعركة إلى ذهنى سلسلة لا نهائية من القصص والمعارك المشابهة التى رأيتها أو سمعت عنها، فمنذ سنوات كنت فى أحد الميادين الرئيسية فى منطقة الدقى، ووجدت مشهداً بدا مثيراً وقتها: مجموعة شابات ضئيلات الحجم نزلن من سيارة حاملات عصا غليظة يجرين بها خلف مجموعة شبان مفتولى العضلات، والشباب يجرون خوفاً والبنات لا ييأسن، وبالفعل استطعن الوصول إليهم، وأعطوهن "علقة ساخنة" فى وسط الميدان، ووقف الرجال يراقبون المشهد وهم يضحكون وسمعت أحدهم يقول "النسوان اتقلبت يا جدعان".

ومن حكاية لأخرى، فأنا أتعامل كمحاضرة فى إحدى الجامعات الخاصة فى مجال النقد والصحافة، وفى هذه الجامعة أرى من معارك البنات القوية بالضرب الذى يصل أحياناً لاستخدام الكراسى. مما يؤكد لدى أن الأمر ليس مجرد حالة أو حالتين لا تكرار لهما.

فعلى اختلاف الطبقات والأعمار والأماكن والأسباب، النساء فى مصر أصابهن العنف بصورة غير مسبوقة وعلى غير ما أصاب الرجال عموماً.

قد يقول قائل بأن العنف صار سمة وأخلاق الزحام أصابت الجميع، وضغوط الحياة وغيرها من الأسباب التى قد يتحدث عنها المتخصصون، ولكنى أرى الأمر مختلفاً على الأقل بشكل نوعى، فالكل فى مصر قد أصابه تغير.. نعم.. ولكن التغير الذى أصاب النساء مخيف لأنه يضرب المرأة فى مقتل، يضربها فى طبيعتها التى خلقها الله عليها.

المرأة فى الطبيعة، سواء كانت من البيض أو السود.. من الشمال أو الجنوب.. ومن الشرق إلى الغرب، وحتى على مر التاريخ، كائن قوى ولكنه رقيق خلقه الله ليكون سبباً فى استمرار البشرية، قد تقوم بسببها حروب ولكنها حين تعرف العنف يكون استثناءً وليس قاعدة، ولكن صار حال النساء فى مصر الآن هو الاستثناء.. أما القاعدة فتحولت لاستثناء.

لا أملك من التحليل ما يعطينى الحق فى أن أرصد الأسباب، ولكنى بالتأكيد أمتلك الحق فى أن أرصد الواقع الذى أراه وأعيشه، وهو يؤكد فى كل لحظة أن المرأة المصرية أصابها التغير فى مقتل.. لأنه أصابها فى طبيعتها التى خلقها عليها الله.. وعلى ذلك فالأمر جد خطير ولا يستدعى إطلاق النكات أو الضحك منه لأن الله لعن الأقوام التى غيرت من خلقه.. فهل نترك الأمر لتصبح نساء مصر من الملاعين؟! وبطبيعة الحال فإن تغيرت طبيعة النساء ـ صانعات الرجال ـ فمصر أيضاً سيصبح رجالها من الملاعين وتلك حكاية أخرى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة