محمد حمدى

عندما تتحول الكرة إلى معركة حربية

الإثنين، 24 مايو 2010 12:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من شاهد المباراة النهائية لرابطة أبطال أوروبا بين إنتر ميلان الإيطالى وبايرن ميونخ الألمانى، لا بد وأنه استمتع بمباراة حافلة بكل فنون الكرة، وبتخطيط مدرب برتغالى كبير اسمه جوزيه مورينيو، استطاع الحصول بفريقه على ثلاث بطولات هذا الموسم آخرها وأهمها بطولة دورى الأبطال.

مورينيو يتعامل مع مباريات كرة القدم باعتبارها معركة حربية، وكما يضع القادة العسكريون خريطة العمليات و"تختة الرمل" ويحركون قواتهم عليها، يحول مورينيو ملعب كرة القدم إلى ساحة معركة حربية، يضع عليها لاعبيه أوجنوده ويكلف كلا منهم بمهام هجومية ودفاعية، ويحدد مجال حركة كل لاعب وعدد المترات التى سيؤدى فيها المباراة.

قبل لقاء انتر مع برشلونة سئل مورينيو كيف ستراقب ليونيل ميسى أفضل لاعب فى العالم، وهل ستخصص لاعبا أو لاعبين لمراقبته؟.. فرد بكل ثقة بأنه لن يراقبه، لكنه لن يجعله يتحرك فى الملعب.. وهو ما فعله.

فى مباراة الإنتر وبرشلونة بدت المباراة وكأنها تدور على رقعة شطرنج وليس على ملعب للكرة، وباستثناء المهاجم دييجو ميليتو الذى كان يناوش من نصف الملعب، نظم مورينو لاعبيه أو جنوده داخل منطقة جزائه، وأمامها وحولها بما لا يزيد على عشرة أمتار فقط، وحدد اللعب طوال المباراة فى هذه المساحة التى امتلئت بنحو 18 لاعبا.

يتمتع لاعبو برشلونة بمهارات فائقة فى كرة القدم وهم يجيدون اللعب فى المساحات، لذلك ضيق عليهم المنافس هذه المساحات، فلم يستطيعوا الوصول إلى المباراة سوى مرة واحدة، أحرزوا هدفا كان كافيا بإخراج برشلونة وصعود إنتر للمباراة النهائية.

فى ميونخ اختلف الهدف، فلم يعد هو الخروج متعادلا أو الهزيمة بفارق هدف واحد، وإنما تأمين المرمى وعدم تلقى أية أهداف ومباغتة الخصم، فى أوقات اندفاعه الهجومية، لذلك سارت المباراة فى معظم أوقاتها وكأنها نسخة من المباراة السابقة بين الإنتر وبرشلونة فى الدفاع، بينما الغزوات الهجومية تتم دائما بثلاثة لاعبين إيطاليين يهاجمون عددا مساويا من الفريق الآخر ويتفوقون عليهم.

هذه هى كرة القدم الحديثة خطة لكل مباراة يلتزم اللاعبون بها، مع ترك القليل من حرية الحركة لعدد محدود من الهجوم، ولأن اللاعبين الأروبيين محترفون فهم لا يحتاجون من يقف خارج الخطوط لينادى عليهم لتذكيرهم بمهامهم.. وهذا هو الفرق بين الأوروبيين والمصريين ليس فى كرة القدم وإنما فى كل شىء فى الحياة، فهم يتعاملون بمنتهى الجدية مع كل الأعمال والمهام.. بينما نحن نتيح مجالا أكبر للفهلوة والشطارة.. فى زمن تحكم فيه العلم والتخطيط فى كل شىء حتى الرياضة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة