قال دان جيلمور مدير مركز نايت لريادة الإعلام الإلكترونى بجامعة ولاية أريزونا، وكاتب الأعمدة الشهير فى مجال التكنولوجيا وإدارة الأعمال إنه من الصعب على الحكومات فرض سيطرتها التامة على الصحافة الرقمية وصحافة المواطن لأن التكنولوجيا تسمح للأفراد بالالتفاف على القيود التى تفرضها عليها الحكومات ولكن هذا لا يمنع من فرض عقوبات عليهم.
أضاف جيلمور خلال ندوته مساء أمس حول صحافة المواطن والتى نظمها المركز الدولى للصحفيين عبر الـ" سكاى بى" فى إطار برنامج صحافة المواطن: "أشعر بالقلق من الاتجاه الذى يتم فرضه على الإنترنت فى العالم، حيث تحاول الولايات المتحدة السيطرة على بعض تطبيقات التكنولوجيا التى تؤثر على من يستخدم صحافة المواطن"، موضحا أن من يسيطر على المعلومات لا يريد التخلى عن هذه السيطرة.
ووصف الصراع بين الصحافة الرقمية والرقابة عليها بالصراع السياسى، قائلا: "إذا انتصرت الرقابة فإن الإنترنت سيتحول إلى تليفزيون بشكل جديد، ويجب أن يظل الإنترنت ساحة مفتوحة لنتحدث بحرية وأن لا يتحول ليصبح كأنابيب البترول يتم تقييده بسلوكيات وقرارات معينة".
أضاف أن صحافة المواطن جعلت الجمهور السلبى متفاعلا مع الأحداث، ونحن فى حاجة لصحافة المواطن فى المناطق التى لا تتوافر بها حرية الصحافة، حيث يتعرض الصحفيون فى جزء من العالم للخطر نظير ممارستهم مهامهم، وأصبحت الصحافة الرقمية قوة ضاربة للتفاعل داخل المجتمع، وفى صحافة المواطن يجب على الصحفى أن يتحرى عن صحة المصدر ويتأكد على الأقل أن المعلومة التى حصل عليها المواطن كانت صادقة، وهو الأمر الذى يصعب تحقيقه أحيانا نظرا لتعدد الوسائل المستخدمة.
و قال إن الإعلام بصفة عامة يواجه تحديات من الحكومات والمؤسسات القوية والتى تتلاقى مصالحها مع الحكومات حيث تتم السيطرة على الحوار الدائر فى البلاد فيما يتعلق بأهم القضايا المثارة، فضلا على أن من يحتفظ بالسلطة لا يرغب فى التفريط فيها، مضيفا: "من الصعب على المؤسسات والحكومات التخلى عن السلطات والقيود التى تفرضها على ما يراه ويسمعه الشعب على الإنترنت وهو ما ينطبق أيضا على الحكومات التى كان يعتقد أنها تسمح بالانفتاح، ففى أستراليا هناك حركات قوية تتجه إلى فرض ما هو مسموح للشعب أن يشاهده على الإنترنت، بينما تعد السعودية من أكثر الدول فى فرض القيود على المصادر وأدعوكم لدعم مبادرة الإنترنت المفتوح".
وقال جيلمور :"لست أنادى بالتوقف عن مشاهدة التليفزيون أو قراءة الكتب أو الصحافة التقليدية ولكن لا شك أن الأمر سينتهى بانتصار الصحافة الرقمية وعلينا أن نتذكر دائما أننى أتمتع بتكنولوجيا أكثر تقدما ومازلت استمتع بالجرائد ونحن فى حاجة إلى كلا النوعين الصحافة التقليدية وصحافة المواطنين".
أضاف أنه يساوره شك فى قدرة المواقع الإليكترونية التى بدأت فى فرض مقابل مادى على تصفحها فى أن تستمر إن لم تتخذ مثل هذه الإجراءات، قائلا: "أنا أشجع أى طريقة تسمح بتمويل الصحف، ولكنى أهتم بقيمة المبالغ التى سأدفعها لأنى لن أدفع لكل شىء فسأشترك فى صحيفة واحدة يكون ما تقدمه مفيدا بالنسبة لى وغير متاح فى غيرها"، موضحا أنه مثلا لن يدفع فى "نيويورك تايمز" ولكنه قد يدفع للتايمز البريطانية، مضيفا أن "الجارديان" فى لندن تتيح مثلا كل ما لديها لجذب اشتراك المواطنين فى الخدمات التى تقدمها.
دان جيلمور: صحافة المواطن جعلت الجمهور السلبى متفاعلا
الإثنين، 24 مايو 2010 08:20 ص
دان جيلمور مدير مركز نايت للإعلام الإلكترونى بجامعة أريزونا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة