معايير مزدوجة فى المجتمع المصرى والعربى .. تصب فى خدمة الرجل، ومع كل المطالب بحرية وحقوق المرأة، ما هى إلا شكليات أو مسكنات، وليست حلولا لمفاهيم تشكل عليها وجدان الشعوب .. ومن المعايير المزدوجة، الشاب كثير العلاقات .. وربما من هذه العلاقات بها معاصى لله – عز وجل – إلا أن المجتمع يسمى هذا الشاب بالفتك أو المفتح أو المدردح .. والنقيض للفتاة صاحبة العلاقات المتعددة، تظل منبوذة من المجتمع حتى الموت .. وإن تابت وأصبحت ملاكا.
فالمعيار هنا شرف البنت زى عود الكبريت يولع مرة واحدة، بينما شرف الشاب الرجل مثل الولاعة، يولع مائة وخمسين مرة!
مثال آخر: عندما يموت الزوج رب الأسرة .. ترتدى الزوجة الملابس السوداء طيلة حياتها، عاكفة على تربية أولادها ، وتظل على إخلاصها حتى الموت .. بينما الزوج الذى تتوفى عنه زوجته .. وهو على مشارف السبعين ، ومن المبتلى بالضغط والزهيمر وخلافه .. وقبل فوات الذكرى الأربعين على رحيل زوجته تجده عاوده الشباب والحيوية.. ويخفق قلبه بالحب .. وسرعان ما يفكر بالزواج بأخرى مع أنه كان قبل وفاة المرحومة يشكوى المرض والزمن معا.
مثال آخر : الرجل الزوج عندما يجد زوجته فى حالة تلبس بالخيانة، يفور الدم فى عروقه يقتلها، وبعد التحقيقات والمحاكمة يأخذ 6 شهور مع إيقاف التنفيذ، ووسام الشرف الرفيع.
لكن لو حدث العكس والزوجة هى من وجدت زوجها متلبس بالخيانة.. وغلى الدم فى عروقها وقتلته بعد التحقيقات والمحاكمة تأخذ إعداما .. ويوم ما يرأف بها القضاء، تأخذ مؤبد خمسة وعشرين عاماً.
مثال آخر: على مدار سنوات طويلة ، ومع كل انتخابات ، يتعهد الحزب الوطنى .. أن الانتخابات ستكون شفافة ونزيهة، وبعد الانتخابات، يتضح أن الشفافية والنزاهة حاجة كدة مثل غشاء البكارة الصينى .. شىء لزوم الزفة وقضاء الليلة ياعمدة.
والأمثلة كثيرة زى المعارضة هى الأخرى تدين وتشجب أفعال الحزب الوطنى، وتطالب بالإصلاح والتغيير، كلام يملأ القلب بالأمل، وعندما نسأل المعارضة: أين الوعود بالإصلاح والتغيير ، يقولون الشيطان هو إللى مكتفنا على قول السيدة فاتن حمامة.
وتبقى المعايير مزدوجة لخدمة فئة على الأخرى وحلم المساواة يبحث عن مفسر والله أعلم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة