حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الصين اليوم الاثنين على إبداء التعاون فى مواجهة التحدى الذى شكله حادث إغراق كوريا الشمالية للسفينة الحربية التابعة للبحرية الكورية الجنوبية "تشونان" بعد أن استهدفتها بطوربيد شطرها نصفين وأغرقها وأودى بحياة 46 بحارا ممن كانوا على متنها، وهو الحادث الذى وقع يوم 26 مارس الماضى ويعد الأخطر على الإطلاق منذ انتهاء الحرب بين الكوريتين والذى استمر فى الفترة من 1950 وحتى 1953.
وطالبت كلينتون الصين - فى بداية انطلاق الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجى والاقتصادى الصينى الأمريكى صباح اليوم الاثنين فى بكين - بالانضمام إلى حملة الإدانة الدولية لكوريا الشمالية وإلى أى إجراءات عقابية يتخذها المجتمع الدولى ضد بيونج يانج على خلفية ذلك الحادث المأساوى، مشددة على ضرورة ألا يمر
من دون عقاب على الأقل للحيلولة دون تكراره مستقبلا.
وتعقد الجوله الثانية من الحوار الإستراتيجى والاقتصادى الصينى الأمريكى على مدى يومين، ويترأس المسار الإستراتيجى عضو مجلس الدولة الصينى داى بينغ قوه ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ويركز على القضايا الدولية السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها حظر الانتشار النووى على خلفية الملفين
الكورى الشمالى والإيرانى والتغير المناخى وأمن الطاقة وعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومكافحة الإرهاب والأوضاع الأمنية فى منطقة شمال شرق آسيا على خلفية التوتر المتصاعد بين الشطرين الشمالى والجنوبى لشبه الجزيرة الكورية بسبب حادث غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية "تشونان ".
بينما يترأس مسار الحوار الاقتصادى نائب رئيس مجلس الدولة وانغ تشى شان ووزير الخزانة تيموثى جايتنر ويركز على الموضوعات الاقتصادية والمالية بما فى ذلك موضوعات الطاقة وحماية البيئة وسلسلة النزاعات التجارية المتفاقمة بين البلدين خاصة فيما يتعلق بمسألة سعر صرف العملة الصينية (اليوان أو الرينمينبى) وقضايا حقوق الملكية الفكرية والتأليف والنشر وسياسات الابتكار والسياسات النقدية والتجارية للصين وتداعيات أزمة الديون السيادية العامة الأوروبية على منظومة الاقتصاد العالمى.
ويشارك فى الحوار الإستراتيجى والاقتصادى الصينى الأمريكى قرابة مائتى مسئول رفيع المستوى من الصين والولايات المتحدة، من بينهم وزير التجارة جارى لوك، ووزيرة الخدمات الصحية والإنسانية كاثلين سيبيليوس، وممثل التجارة رون كيرك.
وكان الرئيسان الصينى هو جين تاو والأمريكى باراك أوباما قد اتفقا خلال قمتها الأولى فى لندن أوائل أبريل العام الماضى، على إطلاق ذلك الحوار والذى يعد بمثابة تطوير أوسع وأشمل لآلية الحوار الاقتصادى الإستراتيجى، وعقدت الجولة الأولى من ذلك الحوار فى واشنطن خلال يوليو العام الماضى، وتم الاتفاق على أن تجرى الجولات اللاحقة مرة واحدة كل عام بالتبادل بين واشنطن وبكين.
وتزامن موعد إفتتاح الجوله الثانية من الحوار الإستراتيجى الأمريكى مع هدير من التصريحات انطلقت من سول، حيث أكد الرئيس الكورى الجنوبى لى ميونغ باك اليوم الاثنين فى خطاب تليفزيونى وجهه إلى الأمة أن بلاده تعتزم اللجوء لإجراءات الدفاع عن النفس فى حال وقوع أى إستفزازات عسكرية أخرى من جانب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، متوعدا إياها بدفع ثمن باهظ لفعلتها الشنيعة، ومعاهدا شعبه باتخاذ تدابير جادة وصارمة لمحاسبة كوريا الشمالية، وأنه سيتقدم بملف ملف القضية إلى مجلس الأمن الدولى.
وتعد الصين هى الحليف السياسى والداعم الاقتصادى الرئيسى الأوثق وربما الأوحد لكوريا الشمالية، وقد أغضبت كوريا الجنوبية وحلفائها الرئيسيين فى واشنطن وطوكيو بما وصفوه "بالموقف المتساهل" حيال حادث إغراق البارجه (تشونان) حيث اكتفت بكين بالإعراب عن الأسف والتعاطف مع الكوريين الجنوبيين الذين قتلوا، وحثت جميع الأطراف على التحلى بالهدوء وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وذكرت أنها ستجرى
تقييمها الخاص للنتائج التى توصل إليها فريق التحقيق الدولى متعدد الجنسيات بشأن الحادث "فى إشارة إلى عدم إعترافها بالنتائج التى توصل إليها التحقيق".
كما سبق وأثارت الصين غضب كوريا الجنوبية باستضافتها الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج إيل أوائل الشهر الجارى أى بعد وقوع الحادث وقبل الإعلان عن نتائج التحقيق، مما دفع بسول آنذاك إلى استدعاء السفير الصينى لديها وإبلاغه بالاستياء البالغ الذى تشعر به جراء ذلك.
حادث غرق السفينة الكورية يهيمن على الحوار الصينى الأمريكى
الإثنين، 24 مايو 2010 12:19 م