النقاد: ابتعاد السينما المصرية عن جوائز "كان" ليس له علاقة بالإمكانيات

الإثنين، 24 مايو 2010 05:10 م
النقاد: ابتعاد السينما المصرية عن جوائز "كان" ليس له علاقة بالإمكانيات الناقد على أبو شادى
كتب أحمد سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إعلان جوائز مهرجان كان الدولى فى دورته 63، جعلنا نعيد النظر مرة أخرى فى موقف السينما المصرية من هذا المهرجان العريق وغيره من المهرجانات الدولية التى تصوم عنها منذ عدة عقود على الرغم من أن السينما المصرية منذ نشأتها كانت المصنف الثالث على العالم بعد السينما الأمريكية والفرنسية، وحتى بعد صعود السينما الهندية والتركية تبقى مصر ضمن دول قلائل بها صناعة محترفة للسينما، بيد أن أفلامنا المصرية فى حقبة الخمسينيات من القرن الماضى لم تكن بعيدة عن هذه المنافسات، بل وصلت أفلام مثل فيلم "الحرام" إلى "كان"، وفى منافسات مهرجان كان كانت مصر من أولى الدول المشاركة بهذا المهرجان بفيلم سيف الجلاد عام 1944 ، ومع ذلك مازال اسم مصر بعيدا بإنتاجها، عن مجرد المشاركة فى المسابقة الرسمية بمهرجان كان التى تعد أولى الدول المشاركة فيه.

وغالبا ما كانت حجة صناع السينما المصرية فى عدم وصولنا إلى منافسات مهرجان كان إلى الإمكانيات المادية ، ولكن جوائز هذا العام تؤكد لنا أن الأمر يبتعد تماما عن عقدة الإمكانيات، ونفاجأ أن "السعفة الذهبية"، لمهرجان كان هذا العام حصل عليها الفيلم التايلاندى "العم بونمي" للمخرج ابيشاتبونف ويراسيثاكول فى حصد السعفة الذهبية لدورة هذا العام، وكذلك حصل على جائزة لجنة التحكيم فى دورة هذا العام فيلم من دولة تشاد بعنوان "رجل يصرخ ليس دبا يرقص" للمخرج محمد صالح هارون، وفيلم، على الرغم أنها بلاد متواضعة ماديا لا تحظى بإمكانيات هوليوود، ولا رؤوس أموال الخليج.

وفى هذا السياق يحلل الناقد على أبو شادى هذه الظاهرة فيقول "هذه الأفلام لا تحصل على جوائز لما أتيح لها من إمكانيات مادية وتقنية، وإنما لما أتيح لها من حرية التعبير، والقدرة الفردية الإخراجية والتأليفية للإبداع فى هذا الفيلم، وهو ما مكنها من التعبير عن الواقع المحلى والعالمى الذى نعيشه ويعيشه أهل هذه البلاد، ومن ناحية أخرى فإن هذه الأفلام ومنها التشادى لم يتم إنتاجه فى التشاد، وإنما هو نسب إلى التشاد لجنسية مخرجه الذى لم يعش حياته هو نفسه فى التشاد وإنما قضاها فى الخارج وتعلم فى الخارج".

ومن جانبه قال الناقد طارق الشناوى أن الجوائز لا تتعلق أيضا، بالإمكانيات أو غنى دولة مقارنة بدولة أخري، وإنما تتعلق برؤية لجنة التحكيم، والإخلاص فى العمل كإخراج، وتأليف وغيرها من العناصر الفنية للعمل، والدليل أن بوليوود الهندية تناطح هوليوود الأمريكية رغم الفارق فى ميزانية الدولتان، أو حتى معدل دخل الفرد فيهما.

وأشار الشناوى إلى أن الموضوع ينقسم لجزأين الأول يتعلق بلجنة الاختيار التى تقوم بترشيح الجوائز، وهو الترشيح الذى يختلف من لجنة لأخرى، فمثلا قد تكون اللجنة الحالية أن الفيلم التشادى هو الأقرب والأقدر على التعبير عن القارة الأفريقية، فى حين ترى لجنة أخرى العكس ، ورغم أن هناك بعض الأفلام التى تحصل على جوائز يراها البعض ساذجة، إلا أن لجنة التحكيم وهى المرحلة الثانية تراها سذاجة متميزة، أو تمت صياغتها وتقديمها بشكل حرفى عالى الإمتاع.

أما فوز الناقد محمود قاسم بجوائز السعفة الذهبية هذا العام أثبت أن السينما الممتعة ليس لها وطن، كما أننا فى مصر نعانى من استهلاك الثقافة وليس استغلالها، كما نفعل مع الأموال الخليجية والإمكانيات الهوليوودية ، نستهلكها ولا نستغلها ، عكس ما يفعل صناع الأعمال المتميزة مهما كانت جنسياتهم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة