على عبد الفتاح على يكتب: انتخابات الشورى تزعج المرأة الصعيدية

"الحرمة" لقب يطلق على المرأة الصعيدية لما يميزها عن غيرها من نساء العالم، فرغم خروج هذه السيدة من منزلها لتلقى العلم وإلى ميدان العمل ورغم حصدها لشهادات علمية رفيعة المستوى ورغم النجاحات العديدة التى حققتها فى مجال العمل، إلا أنها مازالت الملكة المتوجة المحرم على أى غريب النظر إليها أو الحديث معها.

اعتاد المجتمع الصعيدى، وخاصة فى الجنوب، على أن العمليات الانتخابية وكل ما يتعلق بها من شأن الرجال وذلك لوقاية المرأة من التعرض لأى شىء يخدش طبيعتها الخاصة التى أنعم الله عليها بها، غالبا ً ما تتم العمليات الانتخابية فى جنوب صعيد مصر فى مناخ تسيطر علية القبلية دون النظر إلى أى شىء آخر فلا محالة من حدوث المشادات التى تؤدى إلى كوارث، فضلا عن ما تتمتع به وزارة الداخلية من سمعة سيئة فى تعاملها مع المواطن العادى، مما يؤكد لكل مواطن صعيدى بأن الموت أهون له من تعامل أحد نساء بيته مع جهاز الشرطة.

كان خبر تكليف موظفات بالمصالح الحكومية فى قنا بالعمل بلجان التصويت وتسليم صندوق الأصوات للجنة الفرز فى وقت متأخر من الليل كسهم الاستفزاز الذى أصاب الجميع بغضب شديد، وجاء خبر مجازاة الممتنعات عن هذا العمل بخصم نصف شهر من رواتبهم بحجة أن هذا عمل وطنى لا يحق الاعتذار عنه بنتيجة عكسية ازداد الغضب وتحولت القصة إلى قصة تريد بها الحكومة إهانة السيدة الصعيدية أى إهانة الصعيد أجمع ولم تهدأ هذه القصة إلا بعد أن سارع الجميع بجلب وساطة معينة لشطب كل ما يستطيع من أسماء مكلفة بأداء هذه المهمة.

هذا كله أعتبره عنوانا ً لكتاب يحمل بين سطوره حقيقة واضحة تقول للمسئولين فى هذا البلد ازرعوا الثقة والاحترام بين المواطن وموظف وزارة الداخلية، ليس بالكلمات وليس بالشعارات ولكن بشىء ملموس يشعر به المواطن، غيروا من السيناريو المعروف لسير العمليات الانتخابية التى تفسر نتائجها دائما ً عن نجاح الغير مرغوب فيهم، كفوا عن تهديد الموظف، فإن لدية من المشاكل والمشاكل الكثير والكثير التى يحلم بحلها لمواجهة ظروف هذه الحياة البالغة الصعوبة على المواطن الشريف.