كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن حل لغز تزوير لوحة الفنان الهولندى الشهير، جوزيف إسرائيلز الذى ينتمى إلى القرن التاسع عشر، ففى الوقت الذى كانت تعرض فيه للمزاد فى أمستردام، كانت اللوحة الأصلية فى متحف إسرائيل القومى.
وقالت الصحيفة إن المقيمين الفنيين فى المتحف الإسرائيلى حاولوا فك أحجية اللوحة الأصلية والمزيفة بالاستعانة بقصة تسرد طبيعة العلاقة التى كانت تجمع بين باشا تركى وفنان غريب الأطوار من القدس، فضلا عن استخدام الأشعة تحت الحمراء لتحليل ما تخبئه زيوت اللوحة الصامتة، وتوصلوا إلى أن اللوحة المزيفة قديمة قدم الأصلية.
وسردت نيويورك تايمز كيف منح إسرائيلز الذى تساوى أعماله الآن آلاف الدولارات، لوحته إلى صديق له يدعى بوريس ساتش عام 1909، وكان الأخير فنانا يهوديا من ليتوانيا اكتشف الصهيونية، وتخلى عن الساحة الفنية الأوروبية وذهب إلى القدس، وبعدها أسس مدرسة للفنون عام 1906، وبعد أن وفاته المنية، أصبح جزءا من أعماله الفنية، بينها لوحة إسرائيلز، نواة المتحف الإسرائيلى.
وقرر جيمى ليونسون العام الماضى وهو أحد أقارب ساتش، ووريث ممتلكاته، بيع لوحة كانت بين الأعمال الفنية الخاصة للعائلة، هذه اللوحة كانت لوحة جوزيف إسرائيلز ويعود تاريخها إلى 1909، وكان يريد ليونسون التبرع بقيمة اللوحة للمتحف الإسرائيلى، ورتب أمر مزاد لبيعها فى أمستردام، وأضافت الصحيفة أن القائمين على المزاد اتصلوا به هاتفيا فى إسرائيل، وسألوه "هل من الممكن أن تكون هذه اللوحة ليست الأصلية؟"، الأمر الذى أثار قلقه، خاصة وأنه لم يكن يعلم بأمر اللوحة الموجودة فى المتحف الإسرائيلى.
وقالت الصحيفة إن المسئول عن اللوحة المزيفة كان ساتش نفسه، فهو بالتأكيد لم يقصد برسمها مرة أخرى التزوير، ولكن ما حدث كان رغبة أحد المسئولين الأتراك رفيعى المستوى أثناء الحرب العالمية الأولى، وأثناء زيارته لمدرسة ساتش للفنون فى اقتناء اللوحة الفريدة، ولم يرد حينها ساتش رفض طلب جمال باشا، فرسم له لوحة مماثلة على أن يعود فى اليوم التالى لأخذها، ولكنه لم يأت أبدا، وهكذا ظلت اللوحة فى مجموعة العائلة الفنية، ومن ثم حدث الاختلاط، وحقيقة الأمر صنعت "اللوحة المزيفة لإنقاذ اللوحة الأصلية"، مثلما يقول أحد الخبراء فى المتحف.