صدرت عن مؤسسة سندباد للنشر والتوزيع، راوية بعنوان (أيام الراقصة صوفى) للروائى محمود ماهر زيدان، وجاءت الرواية فى 220 صفحة من القطع المتوسط، وقام بتصميم لوحة الغلاف الفنان جلال عمران.
وتوضح د. أسماء أبو بكر أستاذ النقد الأدبى بكلية الآداب والعلوم الإنسانية فى جامعة طيبة بالمدينة المنورة، فى دراستها عن الرواية قائلةً: تختزن رواية (أيام الراقصة صوفى) فى ذاكرتها الأدبية مساقات اجتماعية عريضة، وتلملم مسافات طويلة من الزمن؛ لتختزل فى طياتها تفاصيل خربة من معطيات واقعنا الاجتماعى بدءًا من ثورة 1952، مرورًا بمرحلتى النكسة والانفتاح وما بعدها فتستدعى حكايات يعاد توثيقها توثيقًا سريعًا فى ظل مجموعة من المتغيرات التاريخية والاجتماعية وترصد أثرها على نماذج إنسانية مطحونة تعانى رهانات وجودها فى موازاة الطبقة البائدة من الإقطاعيين والتى ما فتئت أن عادت مرة أخرى فى صورة جديدة، فى مرحلة تالية ارتبطت بالتغيرات الطارئة على شكل المجتمع؛ لتصبح الرواية سجلاً حافلاً بالوقائع الاجتماعية، ترصد تفاصيلها وترمى بظلالها على ما نعايشه اليوم، فتتوازى بعض وقائع الماضى مع وقائع نعاينها ونلمسها فى حياتنا اليومية؛ ليتشابه الماضى مع الحاضر وتصبح الوقائع المكرورة هى مرجع الرواية ومرآتها الكاشفة، وينمو الصراع الدرامى مع بعض القيم الممقوتة والسائدة فى عصر طفرة المتسلقين والانتهازيين من رجال الأعمال وكبار موظفى الدولة وتسعى إستراتيجية الكتابة لتكشف المتخفى وتعرى المستور، لتعبر بحرفية وصدق كيف تسقط المرأة فى الأوحال الاجتماعية وتتحول إلى سلعة تباع أو لعبة يُجيد الآخر استخدامها نتيجة طغيان قيم الاستلاب.
وفى مقابل رصد النماذج البشرية التى تعزز علاقات الاستلاب باستسلامها للبيع والاسترقاق للمال أو الجنس تبرز نماذج بشرية أخرى تكابد وتشقى مستعصية على السقوط وتظل متشبثة بالمعانى الإنسانية المشرقة، وساعية نحو الحلم والخلاص متخطية كل ضغوط الإقصاء التى مُورست عليها للخنوع أو لتزوير هويتها وفقدان معانى الانتماء، وعلى الرغم من تنوع المسار الدرامى للحكايات إلا أن الأحداث تؤول بالشخوص إلى مصائر مأساوية مشتتة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة