الحياة لا يمكن أن تستمر أبدا فى ظل التنافر الكبير الذى أصبح يسود حياتنا اليومية، وثقافة عدم تقبل الآخر التى أصبحت تسيطر على العقول كانعكاس طبيعى لضغوط الحياة اليومية، التى أصبحت تشكل عبأ كبيرا على الإنسان.
فأصبح هناك يوميا العديد من المشاحنات والمشاجرات تملأ البيوت والشوارع وازداد العنف بشكل كبير فى مجتمعنا وأصبح فى كثير من الأحيان يفقد أشخاص حياتهم، سواء هؤلاء الأشخاص أبرياء أم مذنبون. ليست هذه هى القضية، بل القضية إن الدماء أصبحت تسيل بشكل كبير بسبب العنف الناتج عن العصبية الزائدة لدى الإنسان.
الفتونة والبلطجة أصبحت سمة أغلب الناس حتى المثقفين أصبحوا أحيانا يلجأون لمثل هذه التصرفات، بل إن هذه التصرفات أصبحت ظاهرة بين طلاب الجامعة والمدارس لدرجة أنها وصلت لشاشات التليفزيون وعلى الهواء وأمام الناس والأطفال والذى يؤثر هذا فيه بالطبع، إذن هى دائرة أصبحت تلف وتدور والكل يأخذ مما يسبقه، ومما قبله ويتعلم منه ويقلده ظنا منه أن هذا هو الصح، وأن ذلك هو الذى يجب أن يحدث الآن فى المجتمع وللأسف تلك نظرية خاطئة وأثبتت فشلها لكن لا أحد يريد أن يشعر ويعترف بهذا الفشل.
وللأسف أصبح من الصعب تحديد المسئول عن هذه العصبية الزائدة الموجودة لدى الإنسان حتى تكاد أن تصبح وراثة تتناقلها الأجيال، إن لم تكن هكذا فعلا، وأصبح من الصعب الحصول على إجابة من نحاسب ومن نعذر ومن نسامح ومن نعاقب، وهل العصبية والتنافر اليومى أصبح أمرا طبيعا.
ولكن لما نسكت على هذا ونسلم أنفسنا للواقع، الذى نعيشه دون أن نحاول تغييره أو حتى نتحرك لنلقى حجر فى المياه الراكدة حتى تكون أوشكت المياه أن تتجمد من كثرة الركود، بل وتعقد الأمر ووصل إلى سلبية واضحة داخل مجتمعنا وتحولت إلى لامبالاة غير مبررة، ولكنها وللأسف أصبحت شيئا اعتياديا.
من الواضح أننا فى حاجة لتغير عقلى لكافة عناصر المجتمع البشرى، ومن الأوضح أننا فى حاجة ماسة لتغير المجتمع كله، وهذا الذى سيترتب عليه التغير العقلى البشرى الذى نحتاج تغييره.
أحمد المدبولى يكتب: عندما تسود حياتنا ثقافة عدم تقبل الآخر
الأحد، 23 مايو 2010 04:42 م