وقعت اليوم مصر وباكستان على اتفاقية للتعاون بين المعاهد الدبلوماسية فى البلدين، كما تم تجديد البرنامج التنفيذى لاتفاق التعاون العلمى والتكنولوجى، خلال أعمال الدورة الثالثة للجنة الوزارية المصرية الباكستانية المشتركة بالقاهرة، التى ترأسها أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ونظيرة الباكستانى شاه محمود قريشى.
وقال أبو الغيط، فى مؤتمر صحفى، إن هناك اتفاقا واضحا على الحاجة إلى دعم العلاقات المصرية الباكستانية وتقويتها فى مجالات كثيرة، وأتفق على 21 قطاعا يتم خلالها تعزيز العلاقات بين البلدين فى مجالات متعددة، مثل التكنولوجيا والتعاون فى مجال الزراعة واستخدامات المياه.
وأضاف أن مباحثاته مع نظيرة الباكستانى تناولت أيضا العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، سواء على الصعيد الباكستانى أو المصرى، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بمصر أطلعت الوزير قريشى على الوضع فى الشرق الأوسط والجهود التى تبذلها مصر للوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
كما أطلعته على الأوضاع فى السودان ومستقبل السودان مثلما نراه والأخطار التى تحيط به.
وقال أبو الغيط: أطلعته على مسألة مياه النيل ومبادرة حوض النيل، ومن ناحيته أطلعنى الوزير الباكستانى على العلاقات بين باكستان والهند والموقف فى شبه القارة الهندية، وكان نقاشا ممتدا وهو أيضا تحدث عن الوضع فى أفغانستان وتطرقنا بإيجاز إلى الملف النووى الإيرانى.
وأشار أبو الغيط إلى أن وزير الخارجية الباكستانى سيلتقى غدا الرئيس مبارك، حيث يحمل رسالة من الرئيس الباكستانى ورئيس الحكومة الباكستانية إلى السيد الرئيس مبارك.
ولفت إلى أن الوزير الباكستانى يصطحبه خلال الزيارة للقاهرة وفد كبير من رجال الأعمال الباكستانيين، منوها إلى أن قريشى سيعقد لقاءات مع عدد من الوزراء المصريين، وسيتم أيضا تسهيل لقاءات بين رجال الأعمال فى البلدين بما يسمح بتطوير العلاقات المصرية الباكستانية على الصعيد الاقتصادى.
من جانبه أكد وزير الخارجية الباكستانى، شاه محمود قريشى، أن لدى مصر وباكستان علاقات دبلوماسية وسياسية جيدة، ولكننا نعمل على دعمها اقتصاديا، مشيرا إلى أن الرسالة التى يحملها إلى الرئيس مبارك من الرئيس الباكستانى ورئيس الحكومة تحمل فى طياتها سعى لتوسيع العلاقات بين الدولتين على الصعيد الاقتصادى.
وتوجه قريشى بالشكر إلى وزير الخارجية على دعم مصر لعدد من المرشحين الباكستانيين فى مناصب دولية متعددة، مشيرا إلى أنه أطلع السيد أحمد أبو الغيط على تطورات العلاقات الباكستانية الهندية، خاصة فى ضوء الزيارة التى سيقوم بها وزير خارجية الهند إلى باكستان فى 15 يوليو المقبل، إضافة إلى نتائج الحوار الإستراتيجى الأمريكى الباكستانى، وردا على سؤال حول موقف كل من مصر وباكستان من اتفاق نقل اليورانيوم المخصب من تركيا إلى إيران ومدى تأثير ذلك على حدة التوتر فى المنطقة.
وقال وزير الخارجية الباكستانى: إن بلادة رحبت بهذا الاتفاق لكننا قلقون من حدة التوتر فى المنطقة، مؤكدا أن بلادة تسعى لإحداث تسوية سلمية فى هذا الملف لأنها لا تريد توترا جديدا فى المنطقة، أخذا فى الاعتبار حق إيران فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية على أن توفى إيران بالالتزامات الدولية الواقعة عليها فى هذا المجال.
من جانبه أكد أحمد أبو الغيط أن مصر ترى فى الاتفاق الأخير بين تركيا وإيران والبرازيل خطوة طيبة فى الاتجاه الصحيح، فمصر لا تؤيد العقوبات لأنها لا تحقق شيئا ولا تحقق تسويات سياسية.
وقال أبو الغيط: إنه ينبغى السعى لبناء الثقة بين إيران والقوى دائمة العضوية فى مجلس الأمن والقوى الغربية، حيث إن المشكلة تتمثل فى فقدان الثقة ويجب السعى لبنائها، وأشار إلى أن بناء الثقة يكمن فى التأكد من أن البرامج التى تسعى إيران لامتلاكها ليست برامج عسكرية نووية، وإنما تمارس حقها فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية.
وأعرب أبو الغيط عن أمله فى أن الخطوة الأخيرة بين إيران وتركيا والبرازيل تحقق هذا القدر من التهدئة، وقال: ننتظر قيام إيران بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمضمون الاتفاق الأخير من خلال رسالة واضحة تحدد الالتزامات التى أخذتها إيران على عاتقها، على أن تحدد الوكالة الدولية ردها فى هذا الشأن.
مصر وباكستان تدعوان إيران لإقناع الغرب بسلمية برنامجها النووى
السبت، 22 مايو 2010 05:58 م