حكومات جمال عبد الناصر كانت تضع مصر ضمن دوائر ثلاثة متكاملة، هى الدائرة الإسلامية والدائرة العربية والدائرة الأفريقية.
وعن الدائرة الأخيرة أتحدث.
فالنظام أيام عبد الناصر كان يهتم بهذه الدائرة لإدراكه أنها تمثل عمقا إستراتيجيا لمصر، ولكى لا يعطى الفرصة لأى دولة متنطعة بالتسلل إلى أى من هذه الدول للتربص بمصر أو الأضرار بها.
والسؤال الذى يتبادر إلى الأذهان الآن، ألم تكن نعلم حكومتنا الرشيدة بالتسلل الإسرائيلى إلى دول منابع النيل وتحريضها بل وإغرائها على الانتقاص من حصة مصر فى مياه النيل.
والإجابة بالطبع نعم، فالحكومة بالتأكيد كانت على علم بكل تلك التحركات.
إذن لماذا لم تتحرك الحكومة من البداية ضد هذا التسلل الإسرائيلى وتحاول عدم ترك فراغ عند دول المنبع كى لا تدخل إسرائيل وتملؤه.
إن الإجابة على هذا السؤال تكمن فى الفرق بين هذه الحكومة وبين حكومات ثورة يوليو.
فحكومات ثورة يوليو كان أعضاؤها يشربون من نفس الحنفية التى كان يشرب منها كل الناس والتى تأتى مياهها من النيل، لذلك كانوا حريصين على هذا النيل ونظافته لأنهم يشربون منه.
أما حكومتنا النظيفة، فلا تهتم بالنيل أو بأصحابه الحقيقيين، لأنها حكومة معدنية أى يشرب أعضاؤها مياها معدنية ومستوردة، لذلك لا يفرق معها زادت حصة مصر من ماء النيل أو نقصت، تلوث النيل أم بقى نظيفا، وقف الناس أمام طوابير الخبز والغاز أم لا.
لا يعنيها فهى كما قلنا حكومة معدنيةةةةةة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة