لم يكن الأمر يتعدى كونه "مشاغبات كروية" بين "رعاع بعض مشجعى كرة القدم" من هنا وبعض "الحيطيست والمزاليط" من مشجعى كرة القدم، من هناك لكن "الرعاع" من هنا لم يستطع "كباتن الكرة المصرية" ولا بعض المسئولين الصغار ورجال النظام المصرى المنوط بهم حفظ الأمن فى نظام "شرطى لكل مواطن"، و"الحيطيست والمزاليط" من هناك يقودهم كابتن الاتحاد الجزائرى لكرة القدم الذى يرتدى دائما فروة الأسد فى مواجهة كباتن النظام المصرى وجلدة القط فى مواجهة كبار الحكم فى بلده مدعوماً بكبار المسئولين فى النظام الجزائرى بسلاح الطائرات الحربية لنقل الجنود، وتدور "المباراة المبتذلة" خارج المستطيل الأخضر بين كباتن كرة القدم المصرية من كل الأوساط من مشجعين وإعلاميين وكل من يعمل فى "سويقة كرة القدم المحلية" وكابتن الاتحاد الجزائرى، وتكون "الغلبة" فيها لكابتن الاتحاد الجزائرى بعد استخدام "الكابتنين" بعض الإعلاميين كل من جهته وانبرى كل إعلام لمناصرة "الكابتن" الذى يخصه كما لو كان يرفع علم بلده دفاعا عن قيمه وهجوما على كل مقدسات منافسه، ونعنى بـ"الكباتن" هنا كل مسئولى الاتحادين بدون تحديد شخص معين، وكل العاملين فى "سويقة كرة القدم" من سماسرة معتمدين من "فيفا" التى توحشت كما لو كانت هيئة مستقلة للأمم غير المتحدة لكنها تحكم كل "سويقة كرة القدم العالمية" وتتحكم فى بيع الشباب الذين حولهم احتراف "فيفا" إلى "رقيق العصر الحديث" تحت مسمى "الاحتراف" وراحوا ينزحون من "أفريقيا" كل من فيه رمق من صحة أو "حرفنة" كما كانت سفن "المستعمر الأبيض" تنزح العبيد مغللين فى القيود، واستبدلوا الأغلال القديمة بالعقود الاحترافية وحولوا الرياضة النبيلة إلى سويقة عالمية" فى المركز الرئيسى "أوربا" تخضع لها "سويقات صغيرة" فى التخوم المترامية فى بلاد سموها "النامية"، فى سوق العبودية العالمي" باعتراف الرجل القوى المهيمن على "فيفا"، حيث
أثار التصريح الشهير الذى أدلى به رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "جوزيف بلاتر" حول "العبودية العصرية" الأوساط الرياضية فى العالم عامة، وغضب الإنجليز خاصة؛ كون التصريح تعلّق بالنجم البرتغالى "كريستيانو رونالدو" لاعب مانشستر يونايتد ورغبته فى الانتقال إلى نادى "ريال مدريد"، فإذا كان أحسن لاعب فى العالم عبدا يعانى من العبودية فى الدولة الديمقراطية الأولى فى العالم فماذا يكون عليه حال الزملاء اللاعبين فى الدول النامية التى ترسف فى أغلال القهر لأنظمة حكم غبية يحكمها طواغيت وتجار عبيد، فالسماسرة فى إدارات الأندية يعملون جاهدين على تحويل شعوبهم إلى مجرد "مشجعين" يتفرجون على الرياضة ولا يمارسونها، مع أن الأصل فى الرياضة هو الممارسة وليست الفرجة، ووقعت الواقعة، وانبرى كلا الإعلاميين الجزائرى والمصرى فى خوض "المعركة" بكل الأسلحة الفتاكة فضائيا عبر الفضائيات وورقيا عبر صفحات الجرائد الورقية والإليكترونية، واستطاع كباتن الكرة المصرية جرجرة خلق الله وراءهم كما لو كانوا هم الأبطال الصناديد الذين يقودون الشعب المصرى فى كل معاركه النضالية، حيث تحولوا إلى قادة للرأى العام بفعل الدوى على الودان، واستطاع كابتن الاتحاد الجزائرى جرجرة رأس النظام الجزائرى حيث كانت آخر الـ"مواقع" فى "المعركة" صدور قرار أعلى هيئة دولية فى كرة القدم "فيفا" بعقوباتها على "مصر" وليست على "كباتن الكرة المصرية " الذين طالما صوروا الأمر على أنهم مصر "كل مصر"، كما برأت "الجزائر" وليس "كابتن الاتحاد الجزائري"، ورأى "بعض كباتن الكرة المصرية" من المتنفذين أن عقوبات "فيفا" خفيفة وعندما استضافوا أحدهم فى برامج الكرة فى الفضائيات وراح يصيح "عقوبات فيفا خفيفا" ولو كانت ثمة ذرة من خجل لعرف أن العقوبات على الدول هى عقوبات على الشعوب والعقوبات على الشعوب لا تقدر بالقيمة المالية فالعقوبة بمائة ألف فرنك سويسرى تساوى العقوبة المالية بمائة مليون دولار وأكثر كثيرا بحيث تتساوى عقوبة شعب من الشعوب بمائة ألف فرنك سويسرى بعدد لا نهاية له من ملايين الدولارات أو اليوروات، لأن العقوبة تعتبر فى الوسط الدولى "تجريس" وفضيحة هذا الشعب أمام كل شعوب العالم، و"التجريس" هى فضيحة بـ"جلاجل" تحط من قدر من يقوم الناس- أو فيفا- بـ"تجريسه"، فكان الناس يقومون بوضع "المجرس" ومن يريدون فضحه أمام كل خلق الله يقومون بوضعه فوق ظهر الحمار بالمقلوب ويقوم طفل بسحب الحمار من الأمام فيما يتجمع بقية الخلق فى الخلف وهم يهتفون: "يا مذنب يا وش النملة مين قللك تعمل دى العملة" وهى عملة اشترك فيها كل كباتن الكرة المصرية ورئيس الاتحاد الجزائرى الذى استطاع أن يجنب بلده "التجريس" العالمى على يد "فيفا" أما نحن فقد غرقنا فى "التجريس" حتى أذن كل السادة أعضاء الاتحاد المصرى لكرة القدم الذين يضعون خطأهم على كاهل "الإعلام" فى البلدين فى حين أن الإعلام فى البلدين كان كل منهما ينتصر لـ"الكابتن" الذى يخصه، فلم يكن الإعلام مخطئا عندما ناصر "الكابتن" فقد كان يناصر شعبه فى صورة "الكابتن" الذى يمثله، فلم يكن "مدحت شلبى" مثلاً مخطئاً حينما ناصر "الكابتن" ولم يكن كذلك مخطئاً عندما عاد إلى الصواب ونادى بالأخوة بين الشعبين، ففى الحالتين كان ينصر شعبه فى صورة "الكباتن" الذى استطاع جرجرة النظام الحاكم إلى "معركة" كان كان "بطلها" فرد أهوج من مشجعى كرة القدم قذف طوبة على "باص" فريق الجزائر وتلقف الإعلام الجزائرى هذه الطوبة وراح يقذف الشعب المصرى كله بالسخائم فبادله الإعلام المصرى بسخائم أشد وأكثر إيلاما، ولم يكن وزير الإعلام المصرى مخطئا عندما لم يكبح جماح الإعلام التابع له كما أنه لم يكن مخطئا عندما تدارك الكارثة بوعى رجل الإعلام المثقف الواعى واتصل بالإعلام موضحا له حجم الكارثة وضرورة التأكيد على الأخوة، ومع أن وزير الإعلام المصرى يمثل بالفعل النظام الحاكم فى مصر، إلا أنه يتصدى بشجاعة وشرف لبعض القضايا التى تمس كبرياء الشعب المصرى لا رغبة فى تحسين وجه النظام الحاكم الذى يمثله بل رغبة فى الحفاظ على سمعة الشعب المصرى وكبريائه لذلك فإنى لا أتوقع له البقاء طويلا فى موقعه، كما أن الصحفى المحترم "عصام شلتوت" لم يخطئ عندما قابل "كابتن" الاتحاد الجزائرى بل كان "عصام شلتوت" يمثل الوجه الحقيقى والمحترم للصحافة المصرية الشجاعة عندما لا تسقط فى فخ مروجى الأكاذيب من "كباتن" اتحاد كرة القدم من الجانبين عندما تعارضت مصالحهما الشخصية مع بعضها فى فترة من فترات الانحطاط التى تحاصر الشعبين "المصرى" و"الجزائري" التى يقبع فيها نظام حكم فاسد فى كلا البلدين لا يجد وسيلة لبقائه إلا فى انحطاط كل الأمور فى بلده، ولم يكن "إبراهيم حجازي" مخطئا فى الحالتين، كما لم يكن "حسن المستكاوى" ولا "فتحى سند" مخطئين فى كلا الحالتين، فالإعلام المصرى كان يرفع "علم مصر" الذى يتغنى به الجميع ويرفعونه فى الفضائيات ويجنون الأرباح بدلا من بذل التضحيات لرفعه، حينما تصدى لهذه الكارثة كل من تصدى كان ينتصر للشعب المصرى بعد أن ورطه "كباتن" نظام الحكم ورجال النظام وأعضاء لجان الحزب الوطنى الحاكم الرسميين فى مصر ونظام الحكم الفاسد فى الجزائر فى "معركة" المصالح الشخصية بين "كباتن" الاتحادين من أجل "جيفة التسلطن" فى الاتحاد العربى و"جيفة التسلطن" فى اتحاد شمال أفريقيا، هذه ليست "كرة قدم"، هذه "تجارة فى البشر بكرة القدم"، وما دامت كرة القدم قد صارت فى العالم كله تجارة و"بيزنس" فسوف تخضع دائما لقانون "البيزنس" وتقاليد "البيزنس" فى كل بلد، فـتقاليد "البيزنس" فى كرة القدم المصرية لن يكون مختلفا عن تقاليد "البيزنس" فى الحديد أو فى القمح المسرطن، كما أن تقاليد "البيزنس" فى الجزائر فى كرة القدم هى نفسها تقاليد "البيزنس" التى دمرت مقر "المقاولين العرب" وشركة "أوراسكوم تليكوم" المصريتين فى الجزائر فتقاليد "بيزنس" كرة القدم فى أى بلد من بلاد العالم لا تختلف عن تقاليد "البيزنس" التى تسود فى هذا البلد وفى النهاية فهى لا تؤدى إلا "تجريس" الشعب المصرى على يد "بتوع بيزنس الكورة" فقد جرستونا فى العالم يا "بتوع بيزنس الكورة" منكم لله أنتم والنظام الحاكم الذى لم يجد رجالا يستعين بهم ويخدمونه إلا أنتم.
كاتب وروائى مصرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة