جاء ذلك خلال الاحتفالية التى أقامتها مؤسسة بيت الشاعر، مساء أمس، الجمعة، بعنوان "مهرجان الألعاب الشعبية"، وشهدت تعاونًا كبيرًا بين الآباء وأبنائهم الصغار، وشارك معهم الشاعر الكبير شوقى حجاب، والإعلامية هالة فهمى، وفنان العرائس وليد بدر، والفنان التشكيلى أحمد شبايك.
واتفق المثقفون خلال الاحتفالية أن أكبر المفاهيم الخاطئة فى التعامل مع الأطفال هو مطالبة الآباء والمدرسين بالنزول إلى عقول الأطفال، مؤكدين أن هذا المفهوم خاطئا، والصحيح هو التفكير فى كيفية الارتقاء بعقولنا نحن الكبار، وإدراك كيف نصعد لعقول أطفالنا، وهو ما أكد عليه الشاعر الكبير شوقى حجاب الذى قال "أنا ضد من يطالب بالنزول لمستوى عقول الأطفال، حتى يسهل علينا التعامل معهم، ويجب أن نستحثهم على الإبداع والابتكار، وأن نخلق فى نفوسهم حب التعاون".
وأضافت الإعلامية هالة فهمى التى شاركت مع الأطفال فى تصميم العديد من الرسومات والأعمال الفنية: "للأسف إن مدارسنا اليوم لا تقدم أى شىء لأطفالنا، سوى أنها مكان للتعليم فقط، والطفل فى غالبية المدارس التى ألغت حصص الأنشطة الفنية مضطرة لتحمل المدرس "اللى دمه تقيل"، والمناهج الدراسية على كثرتها، وإذا نظرنا إلى الأطفال فى المدارس التى تهتم بالأنشطة الفنية سنجد فرقًا شاسعًا فى إبداع الطفل الصغير، فنحن فى أشد الحاجة إلى هذا الطفل المبدع الخلاق.
وتابعت: "إن ما يقوم به جمال الشاعر لهو أمر جدير بالحب والتقدير على ما يقدمه من دعوات كثيرة من خلال مؤسسته "بيت الشاعر" فهذه الاحتفالية هى دعوة للاهتمام بأطفالنا، دعوة لكى نعطى أبناءنا فرصة للتعبير عن مشاعرهم وخلق مجتمع إبداعى حقيقى.
وأوضح الإعلامى جمال الشاعر أنه من ضمن مشروعات "بيت الشاعر" الثقافية والفنية، عمل ألبومات غنائية للمواهب الشابة الحقيقية، مؤكدًا على أن هدف "بيت الشاعر" هو خلق حركة إبداعية ثقافية حقيقة، وأن يكون هناك لقاء بين المبدع والمثقف، وذلك لمحو ما هو شائع بأن المبدع يعيش فى برج عاجى بعيدًا عن الشارع.
ومن جانبه قال الإعلامى إيهاب حفنى: "إن جزءا من الحياة هو أن تكون مهتمًا وملمًا بكل الأجيال، وإن الهدف من إقامة هذه الاحتفالية، لا يكمن فقط فى تأصيل الألعاب الشعبية فى مصر، وتوثيقها عبر النيل من الشمال للجنوب، ولكن إضافة إلى ذلك يكمن الهدف فى خلق روح التعاون والفكر والحب بين الأطفال، وجدير بالذكر أننا لا نعرف غالبية الأطفال المشاركين فى الاحتفالية، ولكن مجيئهم دليل كبير على وعى الآباء واهتمامهم بالأطفال".
الاحتفالية شهدت العديد من المشاركات الفنية والثقافية من خلال العديد من الأعمال الفنية، مثل أعمال الصلصال، حيث شارك الأطفال الفنان أحمد شبايك، فى تصميم العديد من أعمال الصلصال، بناءً ما قدمه إليهم من أعمال لشخصيات تاريخية وإبداعية مثل شخصية محمد على، والجميلة والوحش، إضافة إلى ما قدمه فنانا الأراجوز وليد بدر وعادل ماضى اللذان قدما عروضًا للأراجوز من الحكى الشعبى مثل "حجا والحمار"، كما شارك الإعلاميون والمبدعون الأطفال فى عرض أعمالهم على "حبل الغسيل"، الذى افتتحه الفنان والمخرج المسرحى محمد صبحى أمام بيت الشاعر فى زيارته للبيت، إلى جانب معرض تبادل الكتب، ومن الجدير بالذكر أن إحدى أمهات الأطفال أهدت للإعلامى جمال الشاعر مجموعة من القصص والكتب المتنوعة للأطفال والكبار.









