تتميز الشعوب عادة فى الدول المتحضرة بالتعددية الطبقية، وتعدد طبقات المجتمع من الغنى الفاحش وصولا إلى الفقر الشديد، فمن الصعب أن تجد فئة ثرية كثيرة العدد، أو فئة فقير طاغية النفوذ والسلطة.. فالمجتمع خليط من كل الصور والأشكال، وكما ذكرت سالفاً فى أول المقال إن ذلك فى الدول المتحضرة فقط، مثلما كانت بلادنا هكذا يوماً فى الماضى التليد.
للأسف اختفت طبقات المجتمع وانطمرت فى ظل طغيان قلة قليلة من الشعب، قلة لا تزيد 5 % من إجمالى عدد السكان، قلة تتمتع بالنفوذ والسلطة والمال والحصانة، وأشياء أخرى لا نعلمها ولن نعلمها، لأننا لم نكن يوما من تلك القلة القليلة، كما أننا لن نكون منها فى المستقبل مادامت الأوضاع على ما هى عليه.
اختفت الطبقة الوسطى من المجتمع، وانضمت إلى الطبقة الكادحة الفقيرة المعدمة، فاختل ميزان القوى فى المجتمع، واختل الهرم المجتمعى الذى يشكل الهيكل الأساسى والاجتماعى للأمة، ولم نعد نسمع عن أسرة متوسطة الحال، أو ميسورة المعيشة، فأنت إما من نسبة الـ 5% أو دون ذلك.
يراود ذاكرتى مزحة قديمة تقول إن مدرسا قد طلب من تلميذ ثرى جدا أن يكتب موضوع تعبير عن أسرة فقيرة، ونظرا لأن التلميذ لا يعرف معنى الفقر من الأساس فقد كتب الآتى:
كان هناك أسرة فقيرة جدا، الأب فقير، والأم فقيرة، والابن فقير، والبستان فقير، والشغال فقير، والبواب فقير، ومديرة المنزل فقيرة، والسواق فقير، كلهم فقراء..
هكذا لم يعد هناك طبقة متوسطة الحال، واختفى المتوسطون (أهل الطبقة المتوسطة)، وهناك إشاعات تقول : بأن لصوصاً مأجورين من قِبل القلة القليلة (طبقة الـ 5%) قد سطوا ليلاً على الهرم المجتمعى، فسرقوا تلك الطبقة كاملة بكل اهلها وممتلكاتهم، وهربوا من سرداب سرى فى الهرم المجتمعى، وقد أعلنت الشرطة أن البحث عنهم مازال مستمراً...
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة