كونوا أباء، وتعلموا مسئولياتكم المقدسة.. اهتموا بأن يتلقى طفلكم حليبه بالرضاعة الطبيعية من أمه؛ فينمو صحيح الجسد والعقــل والعاطفة.
واجعلوا بيتكم غنياً بالموسيقى الهادئة الحالمة، وبالترانيم الروحية، وأغانى الأطفال التى هى بحسب تعاليم الكتاب المقدس، والتى تتلامس مع روحه ونفسه، وترتفع به إلى عنان السماء.
اختاروا له اللعبة المناسبة؛ فإن أعظم قصص الحب على مدى الأجيال.. تعلق الطفل بلعبته المحبوبة، وإخلاصه لها..استعينوا بالأشياء البسيطة المتوفرة فى شرح الكثير من الأمور؛ لتعلموا أطفالكم الألوان، وأسماء الأشكال الهندسية، وحساب الأشياء.
لتأخذوا بيد طفلكم إلى دور النشر، وأصحاب المكتبات، وعلموهم كيفية تقليب الصفحات؛ فالقراءة تصنع الإنسان المتحضر.. نمّوا طاقة الروح فى ابنكم، غذوا عقله، وقلبه، وإرادته.. علموا عقله كيف ينقد بلا تجريح.. كيف يعارض فى موضوعية.. وكيف يرفض ويحترم ما يرفضه.. وكيف يقيم حواراً بدون صخب، أو قهر.
احموا ابنكم من الأذى العام والخاص، ومن الإفساد الأخلاقى.. ازرعوا الأمن فى قلبه؛ فتشعلون له نور العبقريات، واملأوا قلبه بالشجاعة؛ فتضيئوا فيه شعلة الإبداع والانطلاق؛ فيصنع تاريخه وحياته.
انسجوا علاقة جيدة وحميمة بينكم وبين ابنكم، فريدة من نوعها وتدوم مدى الحياة؛ فيجد ما من شأنه أن يملأ قلبه فرحة وبهجة، وبثقة عالية بالنفس وقدرة على المبادرة؛ فينسج هو الآخر، علاقة ثرية مع أبناء جيله، ويتمتع بصفات قيادية بين مجموعة أصدقائه.
فإنه لمنظر جميل، أن تجد أطفالاً صغاراً فى غاية الحيوية والنضارة، وقد أمسكوا أيدى آبائهم وأمهاتهم.. إنه المستقبل يدوس أوراق الخريف.. إنه الربيع يمشى فـوق الخريـف.. إنـهم آمال وأحلام وثروة واستثمار.