ناصر صادق، الحكم المساعد الدولى، وأحد القلائل الذين حملوا لواء "تحسين صورة" التحكيم المصرى فى المحافل الكروية العالمية، لم يُوفق فى الاختبارات النهائية لأطقم التحكيم المشاركة فى إدارة مباريات كأس العالم، وعاد إلى مصر مُحملاً بآلام "الغياب عن المونديال" و"تبخرت أحلام ثلاث سنوات من العمل الشاق" وبآمال "العودة لكأس العالم من جديد عبر البوابة البرازيلية فى 2014".
صادق، كان ضيفًا على اليوم السابع فى ندوة استمرت قرابة ساعتين، تحدث فيها الحكم الدولى عن أسباب الإخفاق وملابساته، وعمن فرح بسقوطه، ومن واساه فى محنته، وتطرق للأزمات التى عانى منها فى مصر، قبل أن يخلع عباءة "المحلية" ويرتدى ثوب "العالمية" ليتلمس فوارق شاسعة بين أحوال حكام مصر "الغلابة" على حد وصفه، ونظرائهم فى الدول الأخرى.
•رسوبك فى الاختبارات اللياقة البدنية لمونديال 2010.. كان مفاجئة للجميع.. ما هى الأسباب؟
- أولاً.. الحمد لله على قضائه.. الرسوب جاء نتيجة لمجموعة من الأسباب التى تعرضت لها قبل الاختبار بأيام.. بدأت بشعورى بحالة من الإجهاد بعد مباراة دجوليبا بطل مالى ومازيمبى بطل الكونغو فى دورى الأبطال والتى كنت أحد أفراد طاقمها التحكيمى، بالإضافة إلى إصابتى بإعياء شديد قبل الاختبار بيوم واحد، ولم أتذوق الطعام من شدة المرض، وهو ما أدى لتعرضى إلى "هبوط" أثناء الاختبارات، كما أننى عانيت من إصابة بـ"تمزق" خفيف.. كل هذه العوامل كانت وراء عدم توفيقى.
•يُقال إن "النظام الغذائى" الذى كنت تتبعه أحد أسباب تعرضك "للهبوط" أثناء الاختبارات؟
-غير صحيح بالمرة.. النظام الغذائى الذى أسير عليه "مثالى" ولم يؤثر على مستواى طيلة الفترة الماضية، من يُروج لذلك مخطىء، وأنا أعرف من يقف وراء هذه الشائعات.
•من تقصد بذلك؟
- لن أذكر أسماءً محددة، ولكن هناك حملات "حسد" منظمة، تعرضت لها قبل السفر لأداء الاختبارات "والحمد لله إنها جت على قد كده".
•.. حسد!!
- نعم، هناك بعض الحاسدين، الذين "أزعجتهم نجاحاتى" وكانوا يتمنون سقوطى وفشلي، ولكن الحمد لله "العين صابتنى، ورب العرش نجانى".
* هل ينتمى هؤلاء "الحاسدون" لأسرة التحكيم؟
- مع الأسف الشديد.. كلهم حكام تجمعنا "مهنة واحدة"، وبعضهم أصدقاء مقربين منى لكن "هأقول إيه" هو ده حال التحكيم فى مصر.
* هل كنت تتوقع أن يأتى "الحسد" و"الغل" من المقربين منك؟
- "الصراعات تنخر عظام أسرة التحكيم".. و"ده حالنا من زمان" انقسامات وخلافات مستمرة وكأننا نتنافس على كنوز رغم أن حال التحكيم فى مصر لا يسر عدو ولا حبيب مقياساً بما يحصل عليه الحكام فى الدول الأفريقية والعربية.
* بمناسبة الحديث عن "التحكيم فى مصر".. ما سبب هذا الكم الكبير من الخلافات المستمرة بين الحكام بعضهم البعض؟
- "الأسافين.. ودتنا فى داهية".. كل حكم يسعى للتقرب إلى المسئولين عن لجنة الحكام، بالتودد إلى أعضائها على حساب زملائه، وهذا سبب "الكراهية" الموجودة فى الوسط "التحكيمى".
* هل الأسافين "على حد وصفك" تتحمل وحدها مسئولية هذا الكم من الخلافات؟
- قبل 15 عامًا، قمت بإجراء تحقيق صحفي، حين كنت أمارس المهنة، عن الأزمات التى يعانى منها التحكيم المصري.. كتبت فيه " فى مصر.. الكبار "بياكلوا" الصغار".. واليوم أؤكد أن هذا هو حالنا.. "المسئولين الكبار عن التحكيم بياكلوا الصغار.
* وكيف نتغلب على هذه المشكلة؟
- الحل بسيط جدًا "من الناحية النظرية".. إذا جلس "كبار عائلة التحكيم" على مائدة واحدة، ونبذوا الخلافات التى بينهم فستنتهى كل الأزمات ويعود الحب والمودة بين الجميع.
* وعمليًا؟
- مع الأسف.. "الشللية" و"التحزب" يحولان دون وحدة رموز التحكيم المصرى ودائماً الحكام فى مصر مصنفين لجبهات تحكيمية رغم أن البعض يسعى للابتعاد عن الشللية.
* علاقتك بلجان الحكام دائماً مضطربة.. ما السبب؟
- هذا وصف غير دقيق.. الأمر كله يتعلق بـ"تركيبتى" الشخصية.. أنا لا أجيد "التقرب" إلى رؤساء اللجان عكس الكثير من الحكام، ولكننى احترم رئيس اللجنة "محمد حسام الدين" ويكفى موقفه معى بعد إخفاقى فى اختبارات المونديال، حيثُ كان أكثر من واسانى وله فضل كبير فى خروجى من الحالة النفسية السيئة التى كنت أعيشها عقب العودة من جنوب أفريقيا.
* هل تؤثر أزمات التحكيم على "صورتنا" فى الخارج؟
- بصراحة.. "فضائحنا معروفة فى كل حتة".. بسبب "الانفتاح الإعلامى" ومناقشة قضايا التحكيم على الفضائيات بصورة تفصيلية.. وكثيراً يتحدث معى الحكم الجزائرى محمد بنوزة عن فساد وخلافات فى أسرة التحكيم المصرى.
* الفترة الأخيرة شهدت غياب التحكيم المصرى عن الساحة الدولية، ما أسباب ذلك؟
- الأسباب كثيرة.. الحكام فى مصر "غلابة" وأوضاعهم المادية سيئة للغاية، ومع الأسف كثير من الدول المجاورة سبقتنا وتفوقت علينا خلال السنوات الأخيرة، وأتوقع أن يستمر حال التحكيم المصرى على ما هو عليه ما لتم يتم الاهتمام بالأوصاع المادية للحكام.
النفوس السيئة تدمر التحكيم
طول حياتى أرفض الشللية
إرادة الله وراء استبعادى من المونديال
صادق شارداً فى ضياع الحلم الكبير
أفكر فى الاعتزال
ناصر صادق فى ندوة اليوم السابع: فى مصر "الكبار بياكلوا الصغار".. وفضائح التحكيم على كل لسان فى الخارج.. "الشللية" تنهش فى قضاة الملاعب.. وزملائى "يحسدونى على إنجازاتى"
الخميس، 20 مايو 2010 12:27 ص
ناصر صادق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة