سادت الأوساط الفلسطينية حالة من التشاؤم حول عملية السلام فى ظل استمرار جورج ميتشل المبعوث الأمريكى فى جولته المكوكية بلقاء بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، وذلك عقب لقائه أمس الرئيس الفلسطينى محمود عباس، حيث أكد نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أنه لا يتوقع نتائج كبيرة من المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل التى ترعاها الولايات المتحدة.
وشدد شعث على ضرورة عدم الاستمرار فى المفاوضات غير المباشرة فى ظل استمرار إسرائيل فى بناء المستوطنات، داعياً إلى ضرورة القيام برصد ميدانى للتحركات الاستيطانية على الأرض وتقديم تقارير يومية للإدارة الأمريكية مع ضرورة مواصلة الضغط على إسرائيل من خلال النضال الشعبى وفرض العقوبات.
وطالب شعث باستحداث وتبنى أدوات نضالية جديدة كالمقاومة الشعبية وزيادة الحراك والدعم الدولى وحصار إسرائيل وعقابها وحرمانها من تعميق علاقاتها مع الاتحاد الأوروبى بالتزامن مع إنهاء الانقسام، مؤكداً أهمية تحقيق الوحدة الوطنية من اجل تحقيق المشروع الوطنى ومن اجل قطاع غزه المدمر والمحاصر.
وكان أبو مازن قد سلم ميتشل أمس رسالة تضمنت الانتهاكات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية، وعبّر صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات عن أمله فى أن يلزم الجانب الأمريكى الطرف الإسرائيلى التوقف عن الممارسات الاستفزازية والاعتقالات والاقتحامات والاستيطان وفرض الحقائق على الأرض والتصريحات الخطيرة، التى تصدر عن المسئولين الإسرائيليين.
وشدد على أن القيادة الفلسطينية حريصة على إنجاح جهود المبعوث الأمريكى والبحث فى قضايا الوضع النهائى، لاسيما قضيتى الحدود والأمن وصولاً إلى حل الدولتين، ومن المقرر أن يبلغ ميتشل لنتنياهو اليوم الأستياء الفلسطينى من استمرار إعلانه عن المستوطنات والإجراءات الأستفزازية التى اتخذها فى القدس والضفة الغربية.
وعبرت الجامعة العربية عن عدم تفاؤلها بنتائج المفاوضات فى ظل حكومة نتانياهو، حيث قال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية "من الصعب القول بأننا نشعر بأى تفاؤل فى ظل الحكومة الاسرائيلية الحالية، والتى هى فى غاية التطرف، ولعدم المبالاة بكافة قرارات الشرعية الدولية".
وأشار يوسف الى أن الجامعة العربية على اطلاع بكافة التطورات أول بأول، لافتا الى زيارة عريقات الآخيرة للجامعة واجتماعة بعمرو موسى الأمين العام والتى أطلعة خلالها على نتائج ما تم فى الجولة الأولى، وبناء عليه بعث موسى برسائل إلى وزراء الخارجية العرب لإبلاغهم بنتائج التقرير الذى تلقاه من الجانب الفلسطينى.
وعلى جانب آخر بدأت الجامعة العربية فى الإعداد لعقد المؤتمر الدولى حول "القدس" والذى يقام فى دولة قطر قريبا بموجب قرار من القمة العربية الأخيرة فى سرت، وأكد يوسف إنه تم بالفعل إجراء المشاورات مع الجانب القطرى، وننتظر تحديد الموعد، ومحاور العمل والأوراق المطلوبة والأطراف المدعوة للمؤتمر.
وأضاف يوسف أن رسالة المؤتمر ليست موجهة للعالم العربى، فهو يعلم تماما أوضاع القدس، فهدف إقامته مرتبط بالمجتمع الدولى، وكيف يمكن تعريف المجتمع الدولى وحثه على مساندة الشعب الفلسطينى فى معركته لمواجهة الممارسات الاسرائيلية، موضحاً أن المسألة ليست مرتبطة بحملة إعلامية، فالأمر مرتبط بكيفية التحرك سياسيا وقانونيا، وتقديم مساعدات للجانب الفلسطينى للتعامل مع هذا الموضوع.
الجامعة العربية بدأت الإعداد لمؤتمر دولى عن القدس..
الأوساط الفلسطينية متشائمة من نتائج المفاوضات.. وميتشل يبلغ نتانياهو استياء عباس من الاستيطان
الخميس، 20 مايو 2010 02:35 م