يخطئ من يظن أن ذلك الرجل الذى ستقابله ببدلته العسكرية ونياشينه المتراصة على صدره فى أى مناسبة وطنية أو قومية بمدينة الإسماعيلية من مجاذيب الحرب، فهو أحد أبطال المقاومة الشعبية وواحد من قلائل حضروا كل الحرب المصرية وشارك فيها دون أن يكون من بين الجنود أو القوات الرسمية.
هو محمد خليفة الشهير بشزام من مواليد الإسماعيلية فى 1928 وهو أيضا أشهر مشاهير مدينة الإسماعيلية، لا يكف عن حضور كل الاحتفالات، يرتدى الأفرول العسكرى ويمسك فى يده اليمنى علم مصر وفى يده اليسرى ميكروفونا يدوس على مفتاحه ويقول ما شاء، وغالبا لايستطيع أحد منع شزام، حيث استطاع أن يحصل على موافقة دائمة بدون أوراق رسمية لحضور كل الاحتفالات.
يقول: بدايتى كانت وعمرى 17 سنة فيما بعد الحرب العالمية الثانية وشاهدت أحد الجنود الإنجليز يحاول الاعتداء على سيدة كانت بصحبة زوجها بمدينة الإسماعيلية، وكنت بالصدفة مارا فى نفس الشارع فقتلت الجندى الإنجليزى لأخلص السيدة من بين يديه، وبعدها أصبحت مطاردا من البوليس، فالتقيت بعدد كبير من الفدائيين شرق القناة وشاركت فى معركة الشرطة والشعب فى 25 يناير 1952 فى مبنى البستان سابقا ومديرية الأمن حاليا.
وأطلق على الإنجليز لقب شزام وهو اسم لطائر من الطيور الجارحة فى إنجلترا.
يستمر شزام فى الحكى: حاربت فى 67 والاستنزاف، ولم أهاجر ومكثت بالإسماعيلية مع الفدائيين وكنت أحمل السلاح على ظهرى وأعبر به القناة فى الفجر دون أن يشعر بى سلاح
الاستطلاع الإسرائيلى وأكثر من مرة كان الرصاص ينزل على جسدى مثل المطر لكن ربنا كان بيسترها.
وفى أثناء العبور كنت أول واحد فى المنطقة أراقب وأشارك مع الجنود دون أن أكون جنديا رسميا فأنا فعلا جندى متطوع لخدمة بلدى والدفاع عنها.
شزام يخبط على بطنه ويقول: أنا حديد، خرج إلى المعاش منذ 22 عاما من هيئة قناة السويس معاشه يكفيه بالكاد ومع ذلك لايطلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة