حمل فادى عاكوم الكاتب الصحفى بجريدة اليوم السابع، إفرازات الحرب الأهلية اللبنانية والضغوط الاجتماعية وسوء تقدير قوى الأمن اللبنانى لتوقيت الدخول إلى القرية، مسئولية قتل الشاب المصرى محمد مسالم والتمثيل بجثته، موضحا أن الأمن لم ينتبه إلى أن الأهالى كانوا بانتظار الجثامين الأربعة فى ساحة قرية كترمايا، كما أنه لم يعر تحذير حكماء القرية أى اهتمام، مؤكدا أن جريمة مسالم بشعة والجريمة التى ارتكبت بحقه أبشع، قائلا "لا أستطيع لوم الطرفين"، معتبرا أن مسالم جنب لبنان عودة الحرب الأهلية مرة أخرى، مذكرا أن الحرب الأهلية فى لبنان اندلعت لأسباب متشابهة.
ولفت عاكوم، خلال حلقة أمس السبت من برنامج "القاهرة اليوم"، إلى أن جريدة اليوم السابع لاحقت الخبر لحظة بلحظة منذ أن تناقلته وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه فوجئ بكم التعليقات وتفاعل القراء السريع مع الحدث، موضحا أن هناك الكثير من التعليقات الناضجة التى استنكرت الجريمتين وأكدت على عمق العلاقات بين لبنان ومصر، لكن هناك أيضا تعليقات غاضبة من الصور.
وأوضح عاكوم أن القرية تابعة لإقليم الخروب بجنوب لبنان معروفة بالتسامح والمسالمة، إلا أن غالبية أهل القرية من الشباب الذين خرجوا من الحرب الأهلية اللبنانية الأخيرة، إلى جانب الضغط الاجتماعى والاقتصادى الذى من الممكن أن ينفجر فى أية لحظة، منبها إلى أنه لو كان المجرم لبنانيا لاندلعت الحرب الأهلية مرة أخرى.
وألمح إلى أن هناك قرارا سياسيا بعدم اعتقال أى لبنانى مع اقتراب انتخابات البلدية حتى لا يتصاعد الغضب، لافتا إلى أن وزير العدل اللبنانى تعرف على المجرمين، وأنه سيتم ضبطهم لكن بعد إجراء الانتخابات اليوم الأحد، منوها بأن الجيش اللبنانى يطوق القرية بكاملها حتى لا يفلت مذنب من العقاب.
من جانبه، استنكر السفير اللبنانى بالقاهرة خالد زيادة، فى مداخلة هاتفية، الحادث، مشيرا إلى أن الرئيس اللبنانى ميشيل سليمان أدان الحادث وأمر بفتح تحقيق مع المقصرين من أفراد الأمن والمدانين والمتفرجين لمساهمتهم "السلبية"، مؤكدا أنه "لا شريعة ولا دين تقبل بإقامة العدل بالشارع"، مشددا على أن الحادث ليس له خلفية عقائدية أو عنصرية، مضيفا أن الجريمة نفسها كانت لتقع لو كان المتهم لبنانيا.
وأوضح زيادة أن قرية كترمايا من القرى التى عانت من الاجتياح الإسرائيلى لجنوب لبنان، إلا أنها قرية مسالمة بطبعها وسكانها من المسلمين السنة، مشيرا إلى أن ما حدث يثير القلق اللبنانى أكثر من مصر، معربا عن تمنياته بألا يؤثر الحادث على العلاقات المصرية اللبنانية، فيما أعرب مصطفى علوش، القيادى بتيار المستقبل اللبنانى، فى مداخلة هاتفية، عن "خجله من هذا الحادث"، معتبرا "كل لبنان مسئول عن الجريمتين"، مشددا على ضرورة تقديم المسئولين عن الأمن والمشاهدين لمساهمتهم "السلبية"، والمحرضين فى إشارة للنائب اللبنانى محمد الحجار الذى اتهمته قناة LBC اللبنانية بالتحريض على التنكيل بجثة مسالم.
من جهته، نفى الحجار، فى مداخلة هاتفية، تحريضه أهالى كترمايا على قتل مسالم والتنكيل بجثته، موضحا أنه قال "يجب أن نثق بقدرة الدولة والأجهزة الأمنية والقضاء لاكتشاف مرتكب الجرم.. وعلى الأجهزة الأمنية الكشف عن القاتل.. وأن يعدم القاتل فى المكان الذى ارتكب فيه جريمته"، لافتا إلى أن القاتل أيضا استفز مشاعر الأهالى عندما صفى دماء الصغيرتين فى دورة المياه، وذبح العجوزين بطريقة بشعة، معتبرا الاتهامات الموجهة إليه بالتحريض لكسب تأييد أهالى القرية فى الانتخابات التشريعية مزايدة على حبه لمصر والمصريين.
وربط أديب بين ما حدث فى لبنان للشاب المصرى بما حدث مؤخرا فى الكويت من ترحيل جماعى للمصريين وغيرها من الأحداث التى لم يسمع فيها صوت السفارة المصرية فى أى من البلدان، الأمر الذى علقت عليه الإعلامية جميلة إسماعيل خلال شريط فيديو بالقول "لو كان المصرى له سعر وله كرامة لما حدث ذلك للمصريين فى أى مكان"، فيما رأى ورجل الأعمال اللبنانى أكرم عضاضة أن هذا الحادث يشير إلى أن هناك نعرات قبلية تهدد لبنان بالعودة إلى الحروب الأهلية، معتبرا الأمن هو المتهم الأول فى القضيتين.
وتساءل عاكوم " كيف دخل مسالم لبنان بدون أوراق رسمية حتى فى السفارة المصرية؟"، الأمر الذى رد عليه المشاهد هانى فاروق، فى مداخلة هاتفية، بالقول "كنت من أفراد المافيا اللبنانى.. واعترفت للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود على بعض عناصر هذه المافيا بمصر والتى تقوم بتسفير الشباب بشكل غير شرعى.. وذكرت ذلك ببرنامج الإعلامية رولا خرسا".
بالفيديو.. فادى عاكوم: مسالم جنب لبنان حرب أهلية ثانية
الأحد، 02 مايو 2010 04:31 م