أحمد مصطفى الغـر يكتب:الخِسة الإنسانية!

الأحد، 02 مايو 2010 12:40 م
أحمد مصطفى الغـر يكتب:الخِسة الإنسانية!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(الخسة الإنسانية ) هذا التعبير ليس بجديد، فربما تكون قرأته فى إحدى الكتب أو الصحف ذات يوم، فهو تعبير قد استخدمه (أمل دنقل ) ذات يوم واصفاً نظام السادات عندما طرد بعض الطلاب من الجامعة، بحجة أنهم قد أسهموا فى إشعال نيران الفتنة الطائفية.

وفى الواقع أنا لم أعاصر تلك الفترة، لكنى أتساءل متعجبا: هل كانت الفتنة نائمة ذات يوم وهم من أيقظها ؟، وهل كانت نيرانها خامدة وهم أشعلوها مستخدمين الولاعات والكبريت ؟!، أم أنهم قد زرعوا العديد من الأشجار، والتى بدورها تساعد على زيادة نسبة الأكسجين فى الجو، وهو غاز يساعد على الاشتعال؟!، فى الواقع هذه الأسئلة لم نحصل على إجابات لها حتى الآن، شأنها شأن العديد من الأسئلة الأخرى التى ما زالت غامضة حتى الآن، رغم أنها تشكل جزءاً هاماً من تاريخ مصر، ولا تتسرع فى نقد ما كتبته لك، أود أن أذكر أننى لا أقصد إجابات على تلك الأسئلة المذكورة سلفاً، وإنما على أسئلة أخرى أكثر أهمية.

رحل السادات، وأمل دنقل، وكذلك العديد من الطلاب.. لكن الجامعة ما زالت باقية، وما زالت خارج أفضل 500 جامعة، كما أن الفتنة ما زالت مستيقظة، وما زالت نيرانها تتوهج من فترة لأخرى، حتى إن الخسة الإنسانية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتنا، وباتت صفة أساسية فى طباع الخلائق.

الخسة الإنسانية هى: التى تدفع المسئول الكبير الى أخذ الرشاوى لتيسير الأمور، هى التى تدفع النائب المحترم إلى إساءة استخدام الحصانة البرلمانية وخيانة الناس الذين انتخبوه ذات يوم كى يحافظ على حقوقهم، ويدافع عنهم، فأصبحنا نسمع عن: نائب القمار، والتهريب، والعبارات، وأكياس الدم، والرشاوى، و سميحة!

الخسة الإنسانية هى التى تجعل بعض المسئولين ينامون فى القصور وهناك من ينام على الأرصفة منتظراً صباح اليوم التالى كى يكمل اعتصامه مطالبا بحقوقه، فاضطر الفلاح إلى ترك أرضه، والعامل إلى ترك مصنعه، حتى إن الطلاب قد فروا من المدارس خوفا من الجهل وسوء التعليم!

تلك الخسة التى جعلت الشاشات مرتعا أساسيا للفنانات والراقصات ولاعبى الكرة، بينما العلماء والمثقفين لا نعرف عنهم شيئاً، هى أيضا التى دفعت الشباب للهجرة (شرعية أو غير شرعية ) بعد أن وجدوا أنه بدلا من بناء المصانع والشركات يتم بناء القهاوى والكافيتريات للجلوس عليها، هى أيضا المسئولة عن هروب الملايين والمليارات إلى بنوك سويسرا، بينما الفقراء يحلمون باليوم الذى يستطيعون فيه أكل اللحوم، بل إن هناك من يحلم بأكلة هنيئة ومشبعة، ولو مرة واحدة فى العمر.

لقد ذكرت لك صورا ونماذج قليلة، و ربما أنك تعرف أكثر منها ــ بل من المؤكد أنك تعرف أكثر منها ــ لكننى أرى أن من يفعل كل ذلك يكون دافعه (الخسة) فقط، ولا يجب وصفها بالإنسانية، فهم ليسوا بشراً، وسأتركك أنت كى تضع الوصف المناسب!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة