ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فى تقرير أعده دانيال ويليامز تحت عنوان "بعد ترحيب الأبطال.. تلاشت الحماسة"، أن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعى على ما يبدو فشل فى مسعاه لتحريك المياه الراكدة التى كانت السمة الرئيسية فى السياسة المصرية فى عهد الرئيس مبارك، وقالت نيويورك تايمز، إنه بعد مرور ثلاثة أشهر على استقبال مئات المصريين للبرادعى فى مطار القاهرة فى 19 فبراير المنصرم استقبال الأبطال، مفعمين بالأمل والإيمان بقدرته على التغيير، وقيادة حركة من شأنها هز عرش الرئيس مبارك الذى حكم البلاد منذ 28 عاماً.
ورغم أن مبادرة البرادعى استقطبت تأييد الكثير من زعماء المعارضة، إلا أنهم على وشك التخلى عن البرادعى، بعد أن وصفوه بأنه يعيش بـ"معزل"، وأنه "غائب" و"بعيد عن المنال"، فضلاً عن أنهم رأوا أن حملته أخفقت حتى الآن فى الضغط على حكومة مبارك لتعديل الدستور وتغيير القوانين التى تقوض ترشيح المستقلين، وعلى رأسهم البرادعى، فى الانتخابات المقبلة.
من جانبه رأى هشام قاسم، العضو بارز فى حركة كفاية المعارضة، أن محاولة البرادعى اعتراها "الفشل.. فلكل شخص برنامجه الخاص".
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه فى حال فشل البرادعى فستكون هذه آخر سلسلة المحاولات غير الناجحة لوضع نهاية لنظام مبارك ولدفع البلاد نحو الديمقراطية لأول مرة منذ عام 1952 بألف، عندما أطاح الجيش بالنظام الملكى الدستورى.
وأكد قاسم أن مؤيدى الرئيس مبارك يقولون، إن قبضته القوية على البلاد حافظت على الاستقرار، إلا أن النقاد يرون أن ثمن هذا الاستقرار كان تفشى الفساد، واستمرار الاضطرابات العمالية فى دولة تطبق قانون الطوارئ الذى يسمح بالاعتقال التعسفى والاحتجاز دون محاكمة، وقمع المظاهرات والجمعيات السياسية، وفى الوقت عينه أكد النقاد أن الاستقرار أمر وهمى، فـ42% من الشعب المصرى يعيشون تحت خط الفقر، إلى جانب تصاعد المظاهرات غير القانونية التى شارك فيها أكثر من 1.7 مليون عامل، بين عامى 2004 و2008، وفقا لمركز تضامن، ومقره واشنطن، وأضاف قاسم "المصريون يبحثون عن منقذ يخلصهم من بأسهم".
ويشار إلى أن البرادعى شكل جبهة وطنية للتغيير، وهى جماعة معارضة شكلت فى شهر فبراير المنصرم للضغط على مبارك، كما دعا لتحديد فترة حكم الرئاسة ونادى المصريين بضرورة مقاطعة الانتخابات إذا أذعن مبارك عن تغيير الدستور.
وأوضحت نيويورك تايمز، أن جماعة الإخوان المسلمين ليست مستعدة لتأييد البرادعى حتى وإن كانت تتفق من حيث المبدأ على دعوة إجراء انتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة، حسبما يقول المتخدث الرسمى باسم الجماعة، على عبد الفتاح.
"اليرادعى لا يتحدث لغة الناس، ويريد التحكم فى الأمور من خارج البلاد بدلا من الانخراط فى الصراع القائم، وبأى حال من الأحوال، لا يوجد إمكانية لإحلال التغيير".
ورغم أن أيمن نور، رئيس حزب الغد الذى ترشح أمام الرئيس مبارك فى انتخابات 2005، أيد البرادعى فى بداية الأمر، إلا أنه انقلب ضده، مشيراً إلى أن البرادعى "ظهر (فجأة) فى فبراير.. والحركة لا يمكن أن ترتكز على شخصية واحدة، فمثلا، حزبنا لديه تاريخ".
وبالمثل رفضت الأحزاب الرسمية مبادرة البرادعى، فمثلاً حزب التجمع الاشتراكى الذى تأسس عام 1977، ولديه مقعد فى البرلمان، منع أعضائه من الانضمام إلى جمعية البرادعى، وقال حسين عبد الرازق، وهو مسئول بارز فى الحزب "إننا عملنا لسنوات والآن يتوقعون منا تأييد هذه الظاهرة؟ لا (لن نفعل)".
ومن ناحية أخرى، قال أحمد ماهر رئيس حركة 6 إبريل المعارضة، إن الحركة مستاءة من أداء البرادعى؛ "الوقت يمر، وطموحات الجميع بدأت تنهار، والبرادعى لا يفعل شيئاً سوى التحدث، الأمر محبط للغاية، ولكننا لا نزال نحتفظ ببعض الأمل".
وأشار ماهر إلى أن البرادعى يجب أن يقضى بعض الوقت فى مصر وأن يقود المظاهرات بنفسه".
وأدرك كذلك الدكتور حسن نافعة ممثل البرادعى، ومنسق الجمعية الوطنية للتغيير، أن البرادعى يتعين عليه بذل المزيد من الجهود لاستغلال التأييد الذى يحظى به؛ "فالسياسات المصرية معقدة، ومن الصعب الحفاظ على صفوف الناس موحدة".
قالت إن جميع أطياف المعارضة مستاءة من أداء البرادعى..
نيويورك تايمز: البرادعى أحبط مؤيديه وفشل فى هز عرش مبارك
الأربعاء، 19 مايو 2010 04:43 م
المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة