لا أعلم لماذا دائما نصر على أن ننظر إلى الماضى أنه أفضل من الواقع. فمثلا عندما تكون جالسا مع أشخاص كبار فى السن وتشاهدون مباراة تقول لهم ده أبوتريكة ده لاعيب حكاية فتجد الرد الفورى وده ييجى إيه جنب الخطيب ولا حسن شحاتة وجالسين تشاهدوا فيلم عربى وتقول لهم أحمد عز ده ممثل جامد تلاقى حد طالع يقولك ده ميجيش نص رشدى أباظة.
أعتقد أن هذه النظرة سببها ثقافاتنا المحدودة فى أننا دائما ما ننظرللماضى على أنه عظيم دون أن نقوم بتحليله و بالطبع يصاب شباب هذا الجيل بالإحباط و الشعور بعدم الوصول إلى نصف عبقرية جيل الزمن الجميل . فإذا نظرنا بلغة الأرقام فسنجد أن جيل الزمن الجميل الذين يتحدثون عنه لم يحقق المعجزات التى لن يستطيع هذا الجيل أن يحققها ده إن لم يحققها بالفعل فعلى سبيل المثال مصر لم تأخذ كأس الأمم الأفريقية أيام الزمن الجميل إلا مرة واحدة فقط.
عام 1986 بعكس الجيل الحالى الذى حصل على نفس البطولة ثلاُث مرات متتالية و أيضا جائزة نوبل التى لم يحصل عليها سوى ثلاث مصريين فقط اثنان حصلوا عليها فى هذه الحقبة من تاريخ مصر و هم الدكتور أحمد زويل الذى حصل عليها فى الكيمياء سنة 1999 و الدكتور محمد البر ادعى الذى حصل عليها فى السلام سنة 2005 وواحد فقط حصل عليها فى أيام الزمن الجميل كما يحب بعض الناس هذا الاسم هو الأديب الكبير نجيب محفوظ الذى حصل عليها فى الآداب عام 1988 .
لا تعتقد أيها القارئ العزيز أننى أهاجم الجيل القديم أو أسخر منه أنا فقط أحاول أن أدخل منطقة يعتبرها البعض مقدسة لا يمكن الخوض فيها و هذا ليس بصحيح لأن أى عمل لبشر ما عدا الأنبياء يجب أن نقوم بعرضه على عقولنا و لا نأخذ الأفكار المتخلفة التى نتوارثها جيل بعد جيل على أنها مسلمات يجب أن نأخذ بها وقد قال لى مرة أحد المديرين فى العمل أن التخلف يورث فى مصر .من الممكن أن تتهمنى أيها القارئ أننى متشائم و قاس على هذه البلد و لكن للأسف أننا بلاد متخلفة مقارنة بدول أوروبا و أسيا و أنهم يطلقون علينا فى وسائل إعلامهم دول العالم الثالث حقيقة لا ينكرها عاقل و أول خطوة للإصلاح هو معرفة الداء فإذا عرف الداء كانت معرفة الدواء سهلة و لكن هل سنعترف بأننا مجتمع مريض بداء العيش على الماضى و التفاخر بأننا حضارة سبعة ألاف سنة دون الاعتراف بأن الجيل الجديد دائما ما يكون أفضل من الجيل القديم لأنه يبدأ من حيث انتهى الجيل الذى قبله و الاعتراف بأننا نملك جيل من الشباب متحمس و طموح و عنده أفكار لتطوير هذا البلد و لكن ينتظر الفرصة التى يثبت فيها كفاءته فقط الفرصة و ليس شيء أكثر من ذلك و لكن يا ترى سيفهم جيل الزمن الجميل بأن سنة الله فى كونه أن الإنسان يولد طفلا ضعيف ثم يصبح شابا قوى ثم يرجع عجوز ضعيف مرة أخرى أى أقوة مرحلة من مراحل حياة الإنسان هى شبابه و إذا لم يستغل شباب هذا الوطن فلن يكون هناك مستقبل جيد لهذا البلد ولو بعد مليون سنة.
