أكد السفير فتحى الشاذلى "سفير مصر الأسبق لدى تركيا" أن العلاقات بين القاهرة وأسطنبول تزداد عاما بعد عام فى جميع المجالات، وبشكل خاص فى المجالات التجارية والاقتصادية، فى الوقت ذاته أشار بعض الخبراء فى العلاقات المصرية التركية إلى انخفاض التبادل التجارى بين البلدين.
وأوضح الشاذلى خلال المؤتمر الدولى الثالث لدول وسط آسيا والقوقاز الذى انعقد بقاعة المؤتمرات بجامعة عين شمس أمس الاثنين، تحت عنوان: "مصر وتركيا وتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط"، أن تركيا أصيبت بنوبة من الصحيان لضرورة أن تصبح عضوا فى دول الاتحاد الأوروبى منذ عام 1997 حينما عقدت قمة لوكسمبرج وأعلنت دول لاتحاد الأوروبى عدم صلاحية تركيا للعضوية.
من جهته، توقع الدكتور سمير صالحة "أستاذ بجامعة خوالجة التركية" أن حجم التبادل التجارى بين مصر وتركيا سينخفض خلال الخمس سنوات المقبلة من 130 مليار دولار إلى 100 مليار دولار، مما يستوجب أن يتم التغلب على هذا الأمر بزيادة النشاطات التجارية.
واقترح ضرورة زيادة حجم التواصل بين البلدين بل وتخصيص مراكز علمية متخصصة فى الشرق الأوسط للمساعدة وضرورة إنشاء مجلس متعدد الأطراف للحوار بين دول الشرق الأوسط وتركيا.
من جهته، قال الدكتور جمال شقرة "مدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية "إن العلاقات بين تركيا وإسرائيل تغيرت تماما وأصابها التوتر خلال الفترة الأخيرة، وذلك على الرغم من أن تركيا كانت أول دولة إسلامية تعترف بدولة إسرائيل، حتى إن إسرائيل رحبت بهذا الاعتراف واعتبرت أنه مقدمة لاعتراف بقية الدول الإسلامية بالدولة الإسرائيلية.
وأضاف شقرة أنه خلال الفترة الأخيرة حدث تحول فى السياسة الخارجية التركية بشكل عام مع كافة الدول وبشكل خاص مع إسرائيل، حيث تراجعت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بشكل كبير وترجمت هذه العلاقة المتوترة فى الإجراءات التى اتخذتها أنقرة ضد إسرائيل مثل: تجميد التنسيق بينهما فى مجال الاستخبارات وتجميد صفقات تجارة السلاح بين الدولتين وإلغاء العقود فى مجال الصناعات الحربية.
وأشار الدكتور أيمن سلامة "إلى أن تركيا تعد من أكثر الدول التى تريد إحداث نوع من التوازن فى علاقاتها بالدول الأخرى (مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى من جهة ومع دول العالم العربى والإسلامى من جهة أخرى)، مضيفا أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل توترت، حتى أن تركيا تعد أحد أكبر أربع دول فى العالم أعلنت أنها ستلاحق مجرمى الحرب فى جريمة الحرب الإسرائيلية التى شنتها على غزة فى عام 2008، مما أدى لأزمة دبلوماسية بين البلدين.
وأوضح الدكتور جمال حجر "عميد كلية الآداب بجامعة الإسكندرية" أن تركيا لم تستطع التواصل مع الغرب وذلك بالرغم من إنشائها دولة علمانية حديثة، مضيفا أن أكبر دليل عملى على هذا الكلام أنها لم تستطع الانضمام للاتحاد الأوروبى، وذلك لأن الأوروبيين وبخاصة فرنسا لن تقبل بوجود دولة إسلامية عضوة فى الاتحاد الأوروبى على الحدود الشرقية لها.
وأضاف أن تركيا تتعامل مع دول العالم فى الوقت الحالى بمنطق الدبلوماسية الناعمة بمعنى إقامة علاقات طيبة مع دول العالم حتى أنها أصبحت الدولة الإقليمية الوحيدة فى المنطقة.
توقعات بانخفاض التبادل التجارى بين مصر وتركيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة