لا أرى أملا فى الإصلاح ، الحزب الوطنى سيظل كما هو ، والحكومة أيضا.. لا فرق هما وجهان لعملة واحدة ، بل هما نفس الوجه ، الطريقة التى يتعامل بها الحزب مع انتخابات الشورى المقبلة تقضى على أى أمل فى الإصلاح ، نفس الأسلوب المتبع على مدار ال30 سنة الماضية ، الكرسى لمن يدفع أكثر ، مزاد على الكرسى ، قرب قرب مين عايز حصانة ، بدأنا المزاد بمليون جنيه ، يا بلاش .. يا بلاش والدفع كاش وعليكم القماش والدعاية ، وتأمين المزاد لا يرد واللى مش عاجبه يوسع لغيرة الطلبات كتير وكله عايز يبقى كبير ، الصالح والطالح كله عايز يحمى المصالح ، ويرسو المزاد على أصحاب المال ومن حصلوا على الوعود ، وحتى تكتمل التمثيلية الهزلية لابد من مرشحين آخرين ينافسون مرشحى الحزب ،وهذه حكاية حقيقية ، احدهم كان يجلس على المقهى فى منطقة شعبية واذا بتليفون من جهة أمنية تعالى يا حاج عايزينك، وهناك طلبوا منه ان يترشح لمجلس الشورى فتهللت أسارير وجهة وأيقن أنه آن الأوان لجنى ثمار ما قدمه للحزب من مال وبلطجة طوال السنوات الماضية ، وقال لمن يحدثه هو الحزب اختارنى خلاص ولكن كان الرد كالصاعقة تيجى فين يا حاج لسة شوية احنا عايزينك تنزل كده وكده.. يعنى تعمل دعاية وندوات ومؤتمرات، وتصرف شوية مما أعطاك الله ومصر علشان المعركة تسخن، وطبعا لو طلبنا منك تتنازل فى وقت تنفذ إوعى تكبر فى دماغك وتكمل، أحسن انت عارف دماغك ممكن توجعك، ولم يجد مفر من التقدم بأوراقه والحزن يملأ عينيه، الحزب الوطنى اختار مرشحين من الشخصيات العامة وأسقطهم بالبراشوت على دوائر بعينها ليس لهم علاقة بها ولنضرب مثل بنقيب المحامين حمدى خليفة الذى سقط فجأة على إمبابة وليس له فيها أى أنصار اللهم إلا المحامين المنتشرين فى إمبابة وفى كل مكان فلماذا إمبابة بالذات؟ ، وجاء اختيار مرشح العمال فى نفس الدائرة صادما للجميع بمن فيهم أعضاء الحزب الوطنى حيث اختار الحزب رجل الأعمال طارق سعيد حسنين صاحب المطاحن الذى خاض انتخابات الشعب الماضية ضد مرشحى الحزب وكاد أن ينجح لولا الوسائل المعروفة واتهموه وأنصاره بإحراق مقر شياخة الحزب الوطنى بميدان التروللى ولكن تم تسوية الأمر بعد أن تعهد بتجديد المقر من الألف للياء ، وعادت المياه لمجاريها وقرروا منحه كرسى الشورى ليبعد عن مرشحى الحزب فى انتخابات الشعب القادمة ، فهو رجلهم ايضا ولديه قدرة على الصرف فلماذا لا يصبح عضوا بالشورى ؟ هكذا يستعدون لانتخابات الشورى القادمة ، انه نظام العزبة وتقسيم الأملاك وستظل مصر عزبة للحزب الوطنى فى ظل هذه الأوضاع، ترى هل هناك نية فى الإصلاح.. لا أعتقد.