سعيد شعيب

مجالس فعل اللاشىء

الإثنين، 17 مايو 2010 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل سمعت عن المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعى؟
لا أظن، فأنا مثلك لم أسمع عنه إلا منذ عدة أيام عندما أصدر الرئيس مبارك قرارا بتشكيله، فهو مثل كثير من المجالس فى بلدنا لا قيمة حقيقية لها، لا نرى لها مردودا حقيقيا، ودعنى أقول إنها لن تفعل مستقبلا أى شىء.

السبب ليس أعضاؤها، ولكن لأن منهج تشكيلها حكومى صرف، فالمجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعى يرأسه وزير التعليم، والذى يختار كما يشاء خمسة أعضاء، بجانب ممثلين لوزارات الثقافة والمالية والتعليم العالى والبحث العلمى، والتنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة، وحتى الزراعة واستصلاح الأراضى، والأزهر..

وكل هؤلاء الممثلين يختارهم بالطبع الوزراء، الذين اختارهم الرئيس، أى أنهم وبالضرورة سيكونون من ذات التوجهات والأفكار.

أضف على ذلك، أن القرار الجمهورى منح وزير التعليم، وهو ذاته رئيس هذا المجلس، صلاحية تشكيل المجالس النوعية المنبثقة..

أى أن الوزير الذى يقود الوزارة بناء على وجهة نظره، هو ذاته الذى سيقود هذا المجلس الذى يتبنى بالضرورة وجهة نظر الحكومة والسيد الرئيس.. فما هى الحاجة إليه إذن؟
الإجابة معروفة، لذلك أتمنى أن توافقنى على أن إلغاءها أفضل مليون مرة، بدلا من أن تتحمل ميزانية الدولة نفقات جلساتها وموظفيها، وهى الميزانية التى ندفعها أنا وأنت من الضرائب التى ندفعها صاغرين.

أو تتحول إلى مجالس حقيقية لها دور واضح فى السياسة التعليمية، وحتى تحقق هذا الدور لابد من أمرين، الأول أن يعاد تشكيلها بحيث يتواجد فيها أصحاب المصالح فى العملية التعليمية، وهم أولياء الأمور والمدرسين والإداريون وأصحاب المدارس.. بالإضافة إلى خبراء يختارهم هؤلاء، ولا يرأس هذا المجلس وزير التعليم، ويكون تابعا لمجلس الشعب.

إذا حدث ذلك سيتحول إلى مطبخ حقيقى لتطوير التعليم فى البلد، أما الواقع الحالى، فليس أكثر من مجرد جلسات وجلسات وموظفين وبدلات وأموال ندفعها أنا وأنت من ضرائبنا، أى من "لحم الحى" كما يقول المثل الشعبى البليغ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة