صدرت عن المركز القومى للترجمة ترجمة عربية لأول رواية مصورة عن بطلة أوبرا عايدة بعنوان: "عايدة رواية مرسومة"، وهى سيناريو ريمون ماريك وألوان مارى بول إليار ورسم بيير فريزانو، وترجمها عن الفرنسية الدكتور عباس أبو غزالة.
وصدرت فى طبعة فاخرة من القطع الكبير فى 50 صفحة، وكاتب سيناريو العمل هو ريمون ماريك تفرغ نحو 50 عاما للعمل فى مجال الروايات المصورة، وهو كاتب سيناريو ورسام فرنسى متخصص فى هذا النوع من الكتابة، وكتب هذا العام فى العام 1985 أما الرسام الذى تولى رسم العمل فهو من مواليد 1924 ورسم عددا من الأعمال الفرنسية الشهيرة، ويتميز عمله بالجودة وكان اختياره لرسم "أوبرا عايدة" اختيار حكيما إذ رسم شخصياتها بأحجام وهياكل تبدو جديرة بفن النحت وساعدت ألوان مارى بول إليار على قراءة الرواية المرسومة بدقة.
أما مترجم الكتاب، فهو عباس أبو غزالة، الحاصل على دكتوراة فى الأدب عن المسرح الفرنسى من جامعة السوربون، والذى ترجم من قبل مجموعة من الأعمال المرتبطة بفترة حفر قناة السويس، ومنها كتاب "ورشة حفر قناة السويس" الذى صدر عام 2005 كما ترجم كتاب "دليل رحلة ضيوف الخديو إسماعيل.." الصادرة عن مطبوعات المركز القومى للترجمة فى العام 2008 فى أكثر من 250 صفحة من القطع الكبير تفاصيل رحلة التى قام بها ضيوف الخديو إسماعيل للمشاركة فى احتفالات افتتاح قناة السويس عام 1869.
كما يتضمن، بالإضافة إلى الترجمة العربية الأصل الفرنسى للكتاب، فضلا ًعن مجموعة من الصور والخرائط الشارحة للزيارة التاريخية التى بدأت فى العام 1869، وتضمنت بالإضافة إلى حضور حفل افتتاح القناة زيارة لآثار القاهرة والصعيد وهى زيارة تمثل أهمية خاصة، لأنها توثق لمواقع آثارية مهمة جرى تسجليها بطريقة علمية إلى حد كبير.
والمعروف أنه تم اكتشاف مخطوطات أوبرا عايدة من قبل عالم الآثار الفرنسى "اوجست ماريت" فى وادى النيل، والمخطوطة عبارة عن قصة من 4 صفحات، ألف قصتها ميريت باشا، عالم المصريات الفرنسى الشهير، وكتب نصها الغنائى (الليبرتو) جيسلا نزونى وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالى "فيردى" فى عام 1870 من أجل تأليف أوبرا عايدة بطلب من الخديو إسماعيل.
وأوبرا عايدة عبارة عن قطعة تياترية تشتمل على مناظر ولوحات راقصة يتخللها أغان موسيقية موزعة على 4 فصول تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة، تحكى عن قصة الحب التى نشأت بين الأسيرة الحبشية عايدة وراداميس قائد الجيش المصرى، الذى حكم عليه فرعون مصر بالإعدام بعد أن ثبت عليه محاولته للهرب مع عايدة إلى الحبشة، قدمت أوبرا عايدة لأول مرة عام 1871 على مسرح دار الأوبرا القديمة الخديو ولم يتمكن فيردى من الحضور، وعرضت فى أوروبا لأول مرة على مسرح لاسكالا فى إيطاليا فى فبراير 1872 .