رفضت البرازيل، اليوم الاثنين، انتقادات إسرائيل للاتفاق الذى توصلت إليه هى وتركيا مع إيران لمعالجة الأزمة النووية الإيرانية، مشددة على أنها المرة الأولى التى توافق فيها طهران على إرسال وقودها إلى الخارج لإتمام عملية تبادل.
وقال مستشار للرئيس البرازيلى لويس ايناسيو لولا دا سيلفا "من حق إسرائيل أن تقول ما تشاء، لكنها المرة الأولى التى توافق فيها إيران على إرسال وقودها النووى إلى دولة أخرى لمبادلته" بيورانيوم مخصب بنسبة عشرين فى المائة.
وكانت إيران وقعت مع تركيا والبرازيل الاثنين على اقتراح مشترك لتبادل اليورانيوم الإيرانى الضعيف التخصيب بوقود عالى التخصيب على الأراضى التركية فى محاولة لحل الأزمة الناجمة عن سياسة تخصيب اليورانيوم التى تعتمدها إيران.
وردا على ذلك، عبرت إسرائيل عن قلقها الشديد من "مناورات" إيران مبدية تخوفها من أن تكون "تلاعبت" بالبرازيل وتركيا لخدمة مصالحها عبر هذا الاتفاق.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا اقترحت فى أكتوبر على طهران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسليم 1200 كلج من اليورانيوم الضعيف التخصيب لكى يتم تخصيبه بنسبة 20% فى روسيا ثم تحويله إلى وقود فى فرنسا.
غير أن طهران رفضت ذاك المشروع مشيرة إلى وجود أزمة ثقة وطالبت بان تتم عملية التبادل على أراضيها فى آن معا بكميات صغيرة لكن القوى الكبرى رفضت هذا العرض.
ومن ناحية أخرى قال القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسى فى أوروبا الأميرال جيمس ستافريديس إن الاتفاق الذى توصلت إليه إيران مع كل من تركيا والبرازيل لمبادلة اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الوقود النووى، هو "تطور يمكن أن يكون جيدا".
وقال ستافريديس "أعتقد أن ما حدث هو مثال لما نتطلع إليه جميعا وهو نظام دبلوماسى يشجع على التصرف الجيد من قبل النظام الإيرانى".
وأضاف أن الاتفاق هو "تطور يمكن أن يكون جيدا"، مضيفا "من الواضح أنه لا يزال أمامنا طريق طويل جدا".
فيما اعتبر دبلوماسيون غربيون فى فيينا الاثنين أن الاتفاق الذى وقعته إيران الاثنين مع تركيا والبرازيل لتبادل الوقود النووى على الأراضى التركية، لا يجعل طهران بمنأى من العقوبات الجارى العمل عليها فى مجلس الأمن الدولى.
وقال دبلوماسى طلب عدم الكشف عن اسمه، "لا مشكلة مع الاتفاق المتعلق بمفاعل طهران النووى المخصص للبحث العلمي، ولكن تأمين الوقود لهذا المفاعل لن يغير المعطيات فى نظر المجموعة الدولية".
وأكدت طهران الاثنين أنها على الرغم من الاتفاق ستواصل برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
ووقع وزراء خارجية إيران وتركيا والبرازيل صباح الاثنين فى طهران اتفاقا لنقل 1200 كلج من اليورانيوم الإيرانى الضعيف التخصيب إلى تركيا، مقابل حصول طهران على 120 كلج من الوقود النووى المخصب بنسبة 20% واللازم لتشغيل مفاعل الأبحاث فى طهران.
وقال وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو الاثنين إنه ما من داع لفرض عقوبات جديدة على إيران بعد الاتفاق الجديد.
وأصدر مجلس الأمن الدولى ثلاثة قرارات بفرض عقوبات على إيران بسبب رفضها وقف برنامج تخصيب اليورانيوم فى حين يتهمها الغرب بالسعى لحيازة السلاح الذري، الأمر الذى تنفيه.
وقال دبلوماسى آخر إن "إيران اتصلت فى البدء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنهم كانوا بحاجة للوقود لكنهم يرفضون منذ ثمانية أشهر" الاتفاق على أساس الاقتراح الذى قدمته الوكالة. "إنهم لا يواجهون عقوبات بسبب مفاعل طهران البحثي. أنهم يواجهون عقوبات لأنهم رفضوا وقف تخصيب اليورانيوم، لا ينبغى نسيان ذلك".
وتعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أكتوبر الماضى على إقناع إيران بالتوقيع على اتفاق مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا لتسليمها اليورانيوم الضعيف التخصيب ليتم تخصيبه فى روسيا إلى 20% ومن ثم نقله إلى فرنسا لتحويله إلى وقود. ولم تعط إيران ردها على الاقتراح متذرعة بمسالة الثقة.
ولم تعلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد على الاتفاق بين إيران وتركيا والبرازيل.
الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة