محمد حمدى

أختلف مع القراء

الإثنين، 17 مايو 2010 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على موقع اليوم السابع يوجد استطلاع لرأى القراء مهم جدا حيث طرح الموقع السؤال التالى: هل تتوقع حدوث نزاعات مسلحة بين مصر ودول حوض النيل بعد توقيع 4 دول على الاتفاقية الإطارية؟ الإجابة بنعم، خاصة مع دعم إسرائيل لتلك الدول وتعقيدها للقضية، أو بلا لقدرة الدبلوماسية المصرية على احتواء المشكلة.

ولفت انتباهى أن 51.74% من القراء يتوقعون حداث نزاع مسلح بين مصر ودول حوض النيل على المياه، بينما رأى 44.19% عدم إمكانية إندلاع هذا النزاع بسبب قدرة الدبلوماسية المصرية على احتوائه.

وفى مثل هذه الاستطلاعات رغم أنها ليست دقيقة جدا، أى أنها لا تراعى تمثيل كافة الشرائح الاجتماعية والعمرية للمجتمع أو الدولة التى يجرى فيها هذا الاستطلاع لكنها فى نفس الوقت تعتبر مؤشرا يمكن الإرتكان إليه لقياس توجهات الرأى العام فى قضية ما.

وهذه النوعية من الاستطلاعات تحتاج إلى إجراء تالى عليها وهو ما يطلق عليه تحليل مضمون، قد يكون مكتملا لو عرفنا نوعية المصوتين، لكن حتى فى حالة غياب هذه المعلومة يمكن الوصول إلى عدد من الاستنتاجات المحددة.

ولعل أهم ما نخرج به من هذا الاستطلاع هو حالة القلق التى تسيطر على أغلب المصريين نتيجة التطورات الجارية فى حوض النيل واتجاه بعض دول المنبع لتوقيع اتفاقية منفردة فى عنتيبى الجمعة الماضية، وقد وصل القلق إلى مداه لدرجة أن الغالبية ترى إمكانية حدوث نزاعات مسلحة بسبب المياه.

والاستنتاج الثانى هو استمرار مؤشر ثقة المواطنين بأداء الدبلوماسية المصرية وقدرتها على احتواء هذا الخلاف ومنع وصوله إلى حد النزاع العسكرى المسلح، ورغم أن 44% فقط يرون ذلك إلا أنه مؤشر كبير نوعا ما فى ضوء أن الأزمة حسب المصطلحات الدبلوماسية تراوح المكان، أى أنها تستعصى على الحل فى الوقت الراهن.

لكن فى كل الأحوال أختلف مع الأغلبية التى توقعت حدوث نزاع مسلح بين مصر ودول حوض النيل، ورغم أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، بعد أن فقدت مصر الكثير من أسهمها ونفوذها ووجودها وقدرتها على التأثير فى دول حوض النيل، لكن إمكانية احتواء الخلاف والعودة إلى المفاوضات لا تزال ممكنة.

قد تكون صعبة وشاقة، لكن على الأقل ألمح فى التصريحات الرسمية المصرية من كافة الجهات العاملة فى هذا الملف رغبة فى التحرك المختلف، وفى تدعيم العلاقات مع الدول الأفريقية، وفى عدم تصعيد الخلاف، وفى اللجوء إلى لغة التعاون المشترك والتعايش الحقيقى بدلا من الخلافات والنزاعات.

وإذا كنا وصلنا إلى طريق مسدود فى هذه اللحظة، فأنا على ثقة من أن الحل سيخرج من رحم الأزمة، حتى ولو كانت هناك أصابع خارجية تلعب فى هذا الملف وتحاول نسف العلاقات بين مصر ودول حوض النيل.. لكنها فى النهاية ستعود وسينتصر التعاون والمشروعات المشتركة التى تفيد كل دل حوض النيل دون استثناء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة