يفتتح توماس دى ميزيير، وزير داخلية ألمانيا بعد غد، الاثنين، المؤتمر الألمانى الثانى حول الإسلام لبحث سبل تحسين اندماج المسلمين الذين يعيشون فى ألمانيا، والذين يبلغ عددهم نحو أربعة ملايين مسلم، من خلال تقديم عروض تعليمية تتعلق بعلم اللاهوت والإسلام فى الجامعات الألمانية وتعليم وتدريب الأئمة.
وذكر بيان صادر عن المركز الألمانى للإعلام بالقاهرة اليوم، السبت، أن المؤتمر سيناقش تدريس الدين الإسلامى فى المدارس العامة، وقضايا تحقيق المساواة للمرأة المسلمة، ومشاركة النساء المسلمات فى سوق العمل، ودور الجنسين، والعنف فى داخل الأسرة بما فى ذلك الزواج القسرى، وطرق إيجاد الوقاية من التشدد والتطرف الدينى والاستقطاب فى المجتمع.
ويكتسب المؤتمر، الذى يعد أداة سياسية حيث يعقد تحت مظلة وزارة الداخلية الألمانية، أهمية كبرى فى مرحلته الثانية، حيث يسعى لتشكيل مجموعات عمل مرتبة تبعا للأشخاص والموضوعات فى إطار اللجنة التحضيرية الموحدة.
كما يأتى المؤتمر استكمالا للحوار الذى بدأ فى 27 سبتمبر 2006 بين الحكومة الفيدرالية والمحليات والمسلمين فى ألمانيا.
وفى هذا الإطار، كشفت دراسة أجرها مكتب الهجرة واللاجئين الألمانى عن أنه يوجد ما بين 3.8 مليون إلى 4.3 مليون مسلم ألمانى من إجمالى 82 مليون نسمة، تعداد الشعب الألمانى، وأن 45% منهم من المواطنين الألمان و55% من الأجانب، موضحة أن 40% من هؤلاء المسلمين من دول غير إسلامية مثل إيران.
وأشارت إلى أن ما بين 5ر2 إلى 2.7 مليون مسلم من أصول تركية يعيشون فى ألمانيا، بينما يعيش فيها ما بين 496 ألفا و606 آلاف شخص، أى 14% من دول جنوب شرق أوروبا مثل البوسنة وألبانيا وبلغاريا.
وأفادت الدراسة بأنه يوجد ما بين 292 إلى 370 ألف مهاجر من منطقة الشرق الأوسط وما بين 259 ألفا إلى 302 ألف، أى 7% من المسلمين من شمال أفريقيا وأغلبيتهم من المغرب بينما باقى المسلمين الذين يعيشون فى ألمانيا جاءوا من وسط آسيا وجنوب شرق آسيا ومناطق أخرى فى أفريقيا.
وأفادت الدراسة بأن 98% من المسلمين يعيشون فى ألمانيا الغربية، خاصة برلين الشرقية، مشيرة إلى أن السنة يشكلون الأغلبية فى مجتمع المسلمين فى ألمانيا، بينما يمثل العلويون 13% منهم والشيعة 7% والباقى ينتمون إلى جماعات أخرى.
ولفتت إلى أن أغلبية المسلمين أى 36% يعتبرون أنفسهم متدينين، بينما يدعى 50% أنهم متدينون لحد ما، وهذا واضح بصفة خاصة بين المسلمين من أصول تركية أو أفريقية، بينما الصورة تختلف عند الإيرانيين حيث 10% من الشيعة يعتبرون أنفسهم أنهم متدينون جدا وثلثهم يعتبرون أنفسهم غير متدينين، وتميل النساء المسلمات فى العموم إلى التدين أكثر عن الرجال.
وأشارت الدراسة إلى أن غالبية المسلمين (91%) باستثناء الذين جاءوا من إيران ووسط آسيا ودول الكومنولث الجديدة يتبعون تعاليم الدين الإسلامى فيما يتعلق بالطعام، بينما تبلغ النسبة 60% للشيعة و49% للعلويين.
وذكرت أنه بالرغم من أن التدين وتطبيق الممارسات الدينية ظاهرة واضحة للغاية بين المسلمين، إلا أن عضويتهم فى الجمعيات أو المجتمعات الدينية تعد منخفضة، وذلك بالمقارنة بأصحاب الأديان الأخرى.
وقالت الدراسة إن هناك ارتباطا بين السن ونسبة النساء اللاتى يرتدين الحجاب، حيث تبلغ نسبتهن فى الجيل الثانى 7% مقابل 12% بين النساء المسلمات من الجيل الأول، مضيفة أن 20% من المسلمين ينتمون للجمعيات أو المجتمعات الدينية.
وشددت الدراسة على ضرورة تعزيز الجهود لدعم اندماج المسلمين، وألا يتقيد اندماج المسلمين والمهاجرين الآخرين من بلاد إسلامية على مجموعة دينية معينة، مؤكدة على أهمية الاندماج من خلال توفير فرص للتعليم فى ضوء ارتفاع نسبة التلاميذ المسلمين الذين يتركون المدارس بدون شهادة.
وأوضحت أن نسبة الطلاب فى المراحل المتقدمة من التعليم تشهد تدنيا، وهذا يعنى وجود قصور فى هذا المجال، مما يتطلب فتح مجال النقاش لاتخاذ الإجراءات اللازمة فى هذا الصدد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة