رغم اتفاق روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على تخفيض ترسانتهم النووية، إلا أن ذلك لم ينف أن هناك حربا بالوكالة عن الدولتين تجرى فى منطقة الشرق الأوسط، وهى الحرب التى بدأت بوادرها تلوح فى الأفق، بعد أن سارعت الدولتان إلى إمداد حلفائهم المتصارعين فى المنطقة بالأسلحة والمعدات العسكرية التى قد تؤثر سلبا على وضع الشرق الأوسط فى القريب.
مؤخرا عقدت روسيا صفقات أسلحة ضخمة مع سوريا تشمل طائرات حربية مقاتلة حديثة وأسلحة مضادة للدبابات وأنظمة للدفاع الجوى، فمساء أول أمس أعلن رئيس الجهاز الفدرالى الروسى للتعاون العسكرى والفنى قوله، إن روسيا ستزود سوريا بطائرات مقاتلة من طراز ميج- 29 وصواريخ أرض- جو قصيرة المدى من طراز "بانتسير" وأنظمة مدفعية مضادة للطائرات.
ولم تكتف موسكو بهذا فحسب، بل وصل استفزازها لإسرائيل بأن قابل رئيسها ديمترى مدفيديف رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية حماس فى دمشق خلال زيارته الأخيرة لها، بل صعدت روسيا من موقفها تجاه إسرائيل بعد أن أجبرت رئيسها شيمون بيريز بالانتظار داخل الطائرة لأكثر من ساعة مع أكثر من مائة مسافر آخرين، قبل أن تسمح السلطات الروسية للطائرة بالإقلاع فى طريقها إلى تل أبيب، بل وضعت سلطات المطار فى روسيا الكثير من العراقيل خلال فحصها جوازات سفر بيريز وحاشيته، وصممت على فحص الجوازات فى حضور بيريز ورجاله بشكل شخصى وفردى أمام شباك فحص الجوازات، خلافا للعرف السائد فى مثل هذه الحالات.
وفى المقابل طلب الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، من الكونجرس تخصيص 205 ملايين دولار لمساعدة إسرائيل على نشر طوق صاروخى مضاد للصواريخ.
وفسر أوباما طلبه هذا للكونجرس بأن يدرك التهديدات الصاروخية القادمة من جهة حماس وحزب الله، ومن ثم قرر طلب هذا التمويل من الكونجرس لمساندة إسرائيل فى إنتاج ونشر نظام دفاعى من الصواريخ قصيرة المدى يسمى "القبة الحديدية"، مضيفا أن الولايات المتحدة وإسرائيل يتشاطران العديد من التحديات الأمنية من مكافحة الإرهاب إلى مواجهة التهديدات التى يشكلها البرنامج النووى الإيرانى.
وكانت إسرائيل قد انتهت فى يناير الماضى من اختبار نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ والمخصص لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية.
والمرحلة التالية من هذا المشروع هى دمج هذا النظام فى الجيش، فيما تأمل إسرائيل، فى أن يوفر لها وسيلة للتعامل مع الصواريخ المزعومة من جهة حماس وحزب الله.
ويتوقع أن يتم نشر هذا النظام، الذى يتكون من كاميرات ورادارات لرصد الصواريخ القادمة ثم اعتراضها وإسقاطها خلال ثوان من إطلاقها، وذلك حسب خبراء تسليح، فى بعض المواقع على الحدود مع لبنان وغزة فى وقت لاحق من هذا العام.
ومن المنتظر أن يرسل البيت الأبيض هذا الطلب رسميا إلى الكونجرس خلال أيام، وذلك ضمن ميزانية 2011.
وسيتم تمويل هذا المشروع من حصيلة البرامج التى ألغتها وزارة الدفاع الأمريكية من ميزانيتها.
فمن المعروف أن إسرائيل تمتلك بالفعل نظاما دفاعيا ضد الصواريخ طويلة المدى، وهى تعمل الآن على تطوير نظام ضد الصواريخ ذات المدى المتوسط.
يتنافسان على تزويد حلفائهم المتنازعين بالأسلحة المتطورة
واشنطن وموسكو ينقلان حربهما إلى الشرق الأوسط
السبت، 15 مايو 2010 12:24 م