إن حياتى قبيل وجودك كانت
مثل الشيخ الطاعن فى الأعوام
كان الحزن الداكن يصبغ
قلبى ويعكر صفو الأيام
كانت مثل عناء الطير الراحل
فى موسمه تتقاطر منه الآلام
كان الماضى شبحا ماثل ينبش
قلبى يقصف أعمار الأحلام
إن وجودك قد أوجدنى بعد
ضياع الدرب من الأقدام
إن عبير الحب المقبل طار
بقلبى مثل فراشات الأنسام
سر الناظر فى رؤيته
أشعل نيران الأقلام
كبح جماح الخوف القاتل
بدد من نفسى الأوهام
أقبل تعلو منه الهامة فيه
شموخ جبال الشام
ومضى فى خطو متواصل
تحسبه قائد مقدام
كان وقوع الخطو ينظم
لدمى حصة كل صمام
كانت كل الدنيا تعلم أنى منذ
زمان ما شجبت سوى الغرام
أما الآن فمن يخبرنى كيف
أقاوم فى لحظ العينين سهام
وماذا إذا جاؤك طلبا لمعالجتى
من مرض يشفيه سلام
وكيف إذا وصفوا منك البسمات
دواء وليتى عنا وجهك البسام
فإذا قصدت دياركم طالبا
أيدى الجميلة زينة الأقوام
هل تستطع الساحات بالأنوار
وتدق طبلا وترفع الأعلام
أعبير حبك دونه تفنى الحياة
ودونه هذى الحياة تقام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة