ايليتش راميرس سانشيز المعروف باسم كارلوس لم ير سوى مقاطع من فيلم حول سيرة حياته يعرض الأربعاء فى مهرجان كان، لكنه حمل بقوة على هذا العمل معتبرا أنه "يزور التاريخ" ويتضمن مشاهد "سخيفة".
وقال كارلوس الذى كان أحد أكبر وجوه الإرهاب فى سبعينات وثمانينات القرن الماضى "قرأت السيناريو وفيه تزوير متعمد للتاريخ وأكاذيب".
ويمضى كارلوس الملقب "ابن اوى" فى سجن بواسى (غرب باريس) عقوبة بالسجن مدى الحياة صدرت فى 1997 بعد إدانته بتهمة قتل شرطيين ومخبر للشرطة العام 1975 فى باريس.
وتحدث كارلوس الذى اعتنق الإسلام خلال اتصال بمكتب محاميته ايزابيل كوتان بيرى المتزوجة منه، خصوصا عن عملية احتجاز الرهائن خلال اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) فى فيينا العام 1975.
وأوضح كارلوس أن العملية كانت بإيعاز من الزعيم الليبى العقيد معمر القذافى وليس كما يشير الفيلم من الرئيس العراقى الراحل صدام حسين.
وأضاف "فى الفيلم يجعل أنيس نقاش (ناشط لبنانى سابق يقول كارلوس انه كان "مساعده") يقول إن صدام حسين خطط لهذه العملية، أنا مصدوم هذا أمر مشين ونحن نعرف على لسان نقاش شخصيا أنه لم يلتق" القيمين على الفيلم.
وقال كارلوس (60 عاما) الذى بينت محاميته صورة له تظهره بشعر أشيب وسترة رياضية وبنطال جينز فاتح اللون ويحمل سيجارا أنه لم ير الفيلم بالكامل بل اطلع فقط على ما تناقلته وسائل الإعلام و"مشاهد" بثها التلفزيون.
واعتبر أن "إظهار رجال مصابين بالهستيريا يحملون رشاشات ويهددون أشخاصا عزل" أمر "سخيف كليا".
وأضاف كارلوس الذى كان يؤكد أنه فى خدمة القضية الفلسطينية أو الكتلة الشيوعية فى تلك الفترة أن "الأمور لم تكن هكذا. كنا محترفين كنا فرق كوماندوس رفيعة المستوى".
وكارلوس مسجون فى فرنسا منذ توقيفه فى السودان فى أغسطس 1994.
وسيحاكم قريبا فى باريس على الأرجح فى مايو 2011 على حد قول محاميته، فى إطار اعتداءات آخرى منسوبة إليه مثل الاعتداء على قطار باريس-تولوز "لو كابيتول" فى مارس 1982 (خمسة قتلى) وتطويق مجلة الوطن العربى فى باريس فى ابريل 1982 (قتيل واحد) والاعتداء فى محطة سان شارل فى مرسيليا (قتيلان) وعلى قطار سريع فى تان-ليرميتاج فى جنوب فرنسا (ثلاثة قتلى) فى ديسمبر 1983.
وفيلم "كارلوس" من إخراج اوليفييه اسايس وأنتجته محطة "كانال بلوس" المشفرة وسيعرض الأربعاء فى كان. ورأت المحامية أن الفيلم يمس بمبدأ "افتراض البراءة".
وقبل انجاز الفيلم كانت المحامية قد طلبت من القضاء منح موكلها حق الاطلاع على الفيلم، إلا أن طلبها رفض إذ اعتبرت المحكمة أن إجراء كهذا "مخالف تماما لحرية التعبير".
لكن المحامية لا تزال على موقفها، وهى تدرس حاليا الالتماسات التى يمكنها اللجوء إليها بعد بث الفيلم على صعيد "الحقوق" من جهة و"انتهاك سرية التحقيق" من جهة أخرى.
وقالت المحامية كوتان-بيير على سبيل الدعابة إنها تنتظر "دعوة إلى كان" لتصعد سلالم قصر المهرجانات الى جانب ادغار راميريس الممثل الفنزويلى الشاب الذى يؤدى دور كارلوس فى الفيلم.
وأكد كارلوس أنه لا يحتج دفاعا عن نفسه بل دفاعا "عن رفاقى شهداء الثورة"، وختم يقول "فقد سبق وتناولتنى شخصيا أفلام وكتب فى الماضى تضمنت أخطاء كثيرة عنى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة