انتقد عدد من المثقفين والكتاب، البيان الصادر عن جبهة علماء الأزهر، والذى حمل عنوان "إلى صبيان المواخير سفهاء ألف ليلة وليلة"، ويصفون فى بيانهم كتاب ألف ليلة وليلة بأنه "أدب المراحيض ويحتوى على عبارات خادشة للحياء ويتهمون فيه وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى بأنه "يروج لأدب لقيط معدوم الهوية"، حيث أكد المثقفون على أن الجبهة لا تملك الحق فى أن تطلق مثل هذه الأحكام والخطابات لأنها ليست متحدثة باسم الله على الأرض، مشيرين إلى أن هذا الكتاب ذو قيمة تراثية وأدبية عالية وتأثر به العديد من المبدعين الكبار من أنحاء العالم.
قال الباحث الدكتور "عمار على حسن" صاحب البلاغ المقدم للنائب العام ضد مصادرة كتاب "ألف ليلة وليلة"، إنه لا يجوز لجبهة علماء الأزهر أن تصف كتاب ألف ليلة وليلة بأنه أدب مراحيض، مؤكدًا على أنه كتاب ذو قيمة فنية وأدبية عالية ولا يروج للإباحية كما يزعمون.
وأضاف: كتاب ألف ليلة وليلة جزء من الوجه الأسطورى للحضارة الإسلامية فهو يجمع بين الحضارة الفارسية والهندية والعراقية والمصرية ليكون بذلك شكلا أدبيا وتاريخيا فريدا، ولو كان الكتاب يروج للإباحية لكان علماؤنا القدماء الذين هم أحرص على الدين من جبهة علماء الأزهر، جمعوا كافة النسخ وأحرقوها.
وتعجب حسن من رأى الجبهة، مشيرًا إلى أن كتاب ألف ليلة وليلة مازال العالم يحتفى به حتى الآن باعتباره جوهرة ثمينة كاشفة عن عظمة الحضارة الإسلامية كما تأثر به عدد كبير من الروايات الخيالية والواقعية السحرية.
وأوضح حسن أن كثيرًا من كتب الفقه جاء بها عبارات وألفاظ خادشة للحياء مثل كتاب تحفة العروس وكتاب الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى، ورغم ذلك لم تتعرض لمثل هذا الكم من الانتقادات والهجوم الحاد الذى تعرض له ألف ليلة وليلة.
وقال: أنا متأكد أن جبهة علماء الأزهر لم تقرأ العمل واكتفت فقط بسماع ما يقال عنه ورغم احترامى لمكانتهم، يؤسفنى أن أقول إنهم لم يتعلموا من القرآن الكريم كيفية التعامل مع آراء الآخر.
واتفق معه الشاعر شعبان يوسف قائلاً: حكايات ألف ليلة وليلة لها قارئ ورب يحموها من مثل هؤلاء الجهلاء، ويكفى أن أكبر الكتاب والمثقفين فى العالم تأثروا بها أمثال طه حسين وتوفيق الحكيم وعلى أحمد باكثير وغيرهم.
وأضاف: كيف يطلقون هذا الوصف عن كتاب موجود منذ مئات السنين وأطلعنا عليه وقرأناه أكثر من مرة، وجبهة علماء الأزهر ليست الله على الأرض لتقول لنا إن مصيرنا هو جهنم وأننا لابد وأن نتراجع عن موقفنا ونستغفر الله، وأقول لهم: "إن المثقفين سيجلسون فى الجنة وينظرون لهؤلاء الجهلة وهم يعذبون فى النار بسبب تلك الآراء والأحكام".
وأوضح يوسف أن موقف علماء جبهة الأزهر من كتاب ألف ليلة وليلة ليس الأول من نوعه فتاريخهم فى مصادرة الأعمال الأدبية "غير مشرف" ومعروف.
وقال الشاعر حُزين عمر سكرتير اتحاد كُتَّاب مصر "لا يحق لجبهة علماء الأزهر أن تتحدث باسم الله عز وجل، مضيفًا "ليس لدينا كهنوت فى الإسلام"، وأن مثل هذه الخطابات الانفعالية العاطفية يراد بها إرهاب المصليين فى المساجد، مؤكدًا على أنه لا يصح توجيه مثل هذه الخطابات إلى المثقفين والمفكرين، وأنه لا يحق لأى شخص أن يحذف ما يشاء من التراث.
وأضاف هذا رأى انفعالى ولهم أن يطلقوا ما يشاءون من آراء، ولكن الطريف فى الأمر أن أحدًا لم ينتبه إلى أن ما صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ليست طباعة لكتاب "ألف ليلة وليلة"، وإنما هو إعادة طبعة سابقة كانت موجودة من قبل ولم يثر أحد حولها أية ضجة، ومن الطريف واللافت للانتباه أيضًا هو أن هناك طبعة كاملة بالصور واللوحات قد أصدرتها دار نشر "جزيرة الوردة" خلال الأيام الأخيرة، وتحتوى هذه الطبعة على كل ما يخالف رأى هؤلاء المعترضون من ألفاظ صريحة وجرأة.
مؤكدًا على أن أقصى ما فى وسع هؤلاء المعترضون هو ألا يقرأون ألف ليلة وليلة، وعليهم أن ينشغلوا بقضيتهم داخل مصر والعالم العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة