مع احترامى للمبدعين والفنانين وتقديرى لدورهم الترويحى فى التخفيف عن آلام الشعب وفى إبراز القضايا الكامنة داخل المجتمع وفى نفوس أفراده ونقله لصورة الواقع فى شكل معالجات لسلبياته أو إبراز طاقاته الإيجابية ومع إيمانى التام بأهمية ودورالفن فى المجتمع، وفى السنوات الأخيرة صار للدراما التليفزيونية دور الأسد من حيث عدد المعالجات ونوعياتها والاهتمام الجماهيرى بها حتى صارت الدراما التليفزيونية هى المتنفس الذى يعيد الحياة إلى نفوس الناس بعد يوم عمل شاق مملوء بالأهوال وفى هذه الأيام من كل عام يعد الجميع أدواته ويقدم المبدعون إبداعاتهم والمخرجون أفكارهم ويشحذ الفنانون إمكاناتهم، إضافة إلى ملابسهم وهنا المشكلة التى يجب الوقوف عندها، حيث إن جميع هذه الأعمال معدة لشهر الصوم والعبادة والعزوف عن ملذات الدنيا وزخارفها، إلا أن الأعمال المنتظرة بالشهر الكريم أبدا لا تناسب اسمه وروحانياته وتخرج الكبار قبل الصغار والبنات قبل البنين من وقار الشهر الكريم وقدسيته، وذلك لما يتم عرضه من مشاهد هى فى الأساس لا تصلح إلا للسينما وملابس لا تصلح إلا لغرف النوم لا ليشاهدها الناس وفى رمضان! وهم صائمون!
بعد هذه الكلمات أعتقد أنى سوف اتهم بالتخلف والرجعية ومعاداة الفن الراقى واتهم بدعوى الحسبة على الإبداع وبالهجمة الأصولية على الفن وبسطوة الوهابيين على الإبداع
ولكنى لا أعنى إلا أن أهمس بإذن المبدعين والمخرجين والفنانين بأن يراعوا شبابنا وبناتنا، فكيف لأب أن يجلس بجوار ابنته أو ابنه فى سن المراهقة؟ ويشاهد لقطة على سرير أو فى حمام سباحة أو لإحدى الفنانات بغير هدوم ماذا يبقى لللأب من احترام أمام أبنائه إن هو استمر فى المشاهدة أو إن غير المحطة فى كلتا الحالتين يسقط الأب من صورته البهية من عيون إبنائه ولا يبقى للأبناء إلا الحيرة وعلامات التعجب لمجتمع تاهت فيه حدود القيم فكيف للأب أن ينصحهم بأن هذا خطأ وهذا صواب؟ وأن هذا حرام وهذا حلال أو إياك والزنى وهو يرى مقدماته أمام عينيه وإياك وشرفك وهى تراه يداس أمامها على الشاشة أعتقد أنها بداية لهدم القيم والأخلاق فى نفوس الأبناء وإصابتهم بمرض الازدواجية فى المفاهيم والمعايير والأفعال وهو ميراث سيىء لا تتحمله الأجيال الحالية.
ولكنى لا أعنى إلا أن أهمس بإذن الجميع أن يرأفوا بعجوز أو شيخ يجلس أمام الشاشة وهو صائم ليرى ما لا يسر شيبته أو دينه.
ولكنى لا أعنى إلا أن أهمس بإذن الجميع أن يخففوا الديكورات والمفروشات وأماكن التصوير المبالغ فيها حتى تتحقق المصداقية أو لا وحتى لا يكره الشباب نفسه ومجتمعه لما يرى من القصور التى تماثل ألف ليلة وليلة والسيارات التى نحسبها قطعا من الفضاء سقطت على الأرض والبذخ الذى لا حدود له وبريق الإضاءة والألوان وهو لا يملك ثمن حجرة يتزوج فيها أو سرير يجمعه مع بنت الحلال أو كيلو لحمة يعيده لزمن الأمجاد أو حتى ثمن حلاقة ذقنه مما يصيبهم بحالة من عدم الرضا والسخط على المجتمع فيخرج من بيننا السارق وتاجر المخدرات ومغتصب الفتيات فى عز النهار صدقونى هى همسة أذن اعتبروها ضرخة من أم أو نداء من أب أو رجاء من شيخ بأن حافظوا على الأجيال القادمة وانقذوها من الضياع فى وحل الأحلام بالملذات وما هو دون إمكاناتهم وأعيدوا لها القدوة حتى لا يبحثوا عنها عند مختل بالتفكير أو عدو للوطن أو تاجر صنف أو عابد للشيطان ولا تدفعوهم إلى وحل الرزيلة واتركوهم يسشعرون حلاوة البعد عن المعصية والقرب من الله عندها سوف نجد شبابا عالى الهمم متقد الإرادة مؤمن بربه يحيا لوطنه ولا يحيا لنفسه فقط.
فأنا لاأعنى إلا أن أهمس!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة