◄◄الصحف البريطانية: صفقة الفايد محاولة قطرية لمغازلة العائلة المالكة فى بريطانيا ضد الفرعون المصرى ردا على اتهاماته لزوج الملكة الأمير فيليب
خرجت حرب التنافس على الدور والمكانة الدولية والإقليمية بين الدوحة والقاهرة من كواليس وبرامج قناة الجزيرة المضادة للنظام المصرى، إلى أدوار أبعد خارج الحدود بعد شراء أفراد فى العائلة المالكة القطرية أشهر متاجر فى لندن «هارودز» التى كان يمتلكها الملياردير المصرى المقيم فى بريطانيا محمد الفايد.
تنافس تراه قطر الدولة الصغيرة حقا لها, وأن فكرة «دولة المركز» مصر ودول الأطراف انتهت. لكن القاهرة ترى الدور القطرى متعارضا مع مصالحها الاستراتيجية بعد تبنى قطر وقف المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية, ومحاولة تكريس شرعية خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس ضد شرعية الرئيس محمود عباس أبومازن.
الصراع على الأدوار بين الدوحة والقاهرة وصل إلى العلن عقب عودة الدور المصرى إلى دارفور وسحب البساط من تحت الوساطة القطرية بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة. بعد أن حضر د. خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة إلى القاهرة لإطلاع مصر على التطورات الميدانية والسياسية فى الإقليم الذى تسيطر الحركة على جزء منه.
وقد كانت مفاجأة هذا الأسبوع بإعلان محمد الفايد عن بيع قلعة الفرعون المصرى فى قلب عاصمة الضباب للأسرة الحاكمة فى قطر، ليعيد ملف الصراع على الدور الذى تلهث وراءه قطر إلى الواجهة مرة أخرى.
وهو مانبهت إليه الصحف البريطانية التى لم تخف وجود دور خفى للعائلة المالكة القطرية فى التقرب للعائلة المالكة البريطانية، فتشير صحيفة صنداى تليجراف، إلى أن الصفقة من شأنها أن تؤدى إلى إعادة التقارب مع القصر الملكى فى بريطانيا، الذى رفض التعامل مع هارودز منذ أن اتهم الفايد دوق أدنبره بقتل ولده دودى الفايد والأميرة ديانا أميرة ويلز، بالتخطيط لحادث اصطدام السيارة فى باريس. ونشرت الصحيفة فى هذا الإطار تقريراً عن محمد الفايد، قالت فيه إن قصة صعوده من مصر ووصوله إلى مصاف أغنياء نايتسبريدج بلندن تستحق أن تكون فيلماً من إنتاج هوليود.
وأضافت: إن حياة الفايد فى بريطانيا قد شهدت سباق مؤمرات وصفقات بمليارات الدولارات وطعنات من الخلف ومكائد سياسية ومنازل فخمة ونساء جميلات، وبالتأكيد سلسلة متاجر هارودز الشهيرة.
وأعربت التليجراف عن اعتقادها بأن تقاعد الفايد لن يسبب موجات من الصدمة، مثلما كان الأمر بالنسبة لوصوله إلى بريطانيا قبل أكثر من 40 عاماً.
أما صحيفة الجارديان فقالت إن سلسلة محلات هارودز الشهيرة تم بيعها للمجموعة القابضة فى قطر التابعة للعائلة المالكة فى الإمارة الخليجية، وذلك بعد أشهر من المفاوضات التى توسط فيها المصرفى اللندنى البارز كين كوستا، رئيس مجلس إدارة لازارد الدولية نظير مبلغ 1.5 مليار جنيه استرلينى.
الصحيفة أشارت إلى أنه قد تم التأكيد على صفقة البيع، وقام بتوقيع الصفقة كل من محمد الفايد وأحمد السيد الرئيس التنفيذى للمجموعة القطرية فى السفارة القطرية بلندن، مما يضع نهاية لأشهر من التكهنات حول مستقبل هارودز التى تعد أحد أهم المراكز التجارية الفاخرة.
وبعد 25 عاماً من ملكيته هارودز، تخلى الفايد الذى يمتلك أيضا نادى فولهام الإنجليزى لكرة القدم عن كل مصالحه المالية فى المتاجر. وأوضح بيان من «لازارد» أن الفايد يتقاعد من أجل قضاء مزيد من الوقت مع أطفاله وأحفاده، لكنه سيقوم بدور الرئيس الفخرى للمتاجر بعد البيع. ويسعى القطريون، كما تقول الجارديان، إلى الاحتفاظ بخدمات المدير الإدارى الحالى مايكل وارد وفريقه.