ودع أهالى منطقة العمرى بتل الحدادين فى طنطا، جثمان التلميذ مصطفى أيمن كمال الطباخ (10 سنوات)، الذى لقى مصرعه غرقاً داخل حفرة عمقها 8 أمتار داخل مجمع شروق الخدمى التنموى فى جنازة مهيبة ضمت زملاء مصطفى بالمدرسة.
وقعت الكارثة داخل المجمع - الذى يضم دار حضانة ومشروع شباب الخريجين وفندق للطالبات الآسيويات اللاتى يدرسن بجامعة الأزهر ومشروع محو الأمية - بعد دخول التلميذ بالصف الثالث الابتدائى المجمع عقب عودته من المدرسة لإحضار رقم جلوسه ليلقى حتفه داخل الحفرة العميقة التى تم حفرها منذ شهرين لاستخراج خزان مياه حديد كان بالمنطقة باعته شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية فى مزاد علنى لأحد تجار الخردة ويدعى "طارق.ع" مقابل 300 ألف جنيه.
تجمع الأهالى فور سماع خبر مصرع التلميذ ورشقوا المجمع بالحجارة ما تسبب فى تكسير زجاج نوافذه وسيارة الإسعاف التى جاءت لنقل الجثة.
قال أيمن كمال وشهرته أيمن الطباخ – والد الطفل - الذى يعمل بورشة لتقطيع النحاس بتل الحدادين، إن مصطفى أصغر أبنائه السبعة، وفوجئ بخبر وفاته، ويطالب بالقصاص من الذين تسببوا فى الحادث، وتابع "أنا لا أعترض على قضاء الله ولكن اعتراضى على الإهمال، فكيف يتم حفر حفرة بعمق 8 أمتار وعرض أكثر من 10 أمتار منذ شهرين دون ردمها حتى الآن؟ مضيفاً: ليست المرة الأولى التى يسقط فيها أطفال بالحفرة، حيث سقط يوم الخميس الماضى طفل وتم انتشاله قبل أن يغرق بلحظات، وأوضح أن نجله مصطفى كان عائداً من المدرسة التى توجه إليها لإحضار رقم جلوسه.
أما والدته التى دخلت فى غيبوبة من كثرة البكاء والحزن وتجمعت حولها النساء، ظلت تصرخ غير مصدقة وفاة نجلها "آخر العنقود" وتمسك بصورته وهو على كتف والده أثناء المصيف وتقبلها غير مصدقة بوفاته.
من جانبه أكد اللواء زكى الرفاعى رئيس حى ثان طنطا، أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية عقدت مزاداً لبيع خزان المياه، الذى يزن أكثر من 200 طن حديد وكان يستخدم كخزان مياه لطنطا وتل الحدادين بـ300 ألف جنيه لأحد مقاولى الخردة، الذى حفر لاستخراجه منذ شهرين وسبق أن قطع هذا المقاول التيار الكهربائى عن المنطقة أثناء الحفر وتم تحرير محضر له وتغريمه بمبلغ مالى كبير وإلزامه بإصلاح الكابل على نفقته، مشيراً إلى وجود سياج حديدى مرتفع حول المجمع لمنع دخول الأطفال إليه.
كانت قوات الأمن فرضت كردوناً أمنياً وتواجدت بالمنطقة إثر قيام الأهالى بتكسير زجاج المجمع وسيارة الإسعاف وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى المنشاوى العام، وانتقلت النيابة العامة لمعاينة الجثة ومكان الحفرة وصرحت بالدفن وطلبت سرعة تحريات المباحث حول الواقعة.
البداية ببلاغ تلقاه اللواء رمزى تعلب مدير أمن الغربية بسقوط طفل داخل حفرة كبيرة بمجمع شروق التنموى ووفاته فى الحال.
انتقلت قوات الحماية المدنية والإنقاذ وتمكنت الضفادع البشرية من العثور على الجثة داخل إحدى المواسير المتصلة بخزان المياه بعد نصف ساعة من البحث.
انتقل لمكان الحادث كل من اللواء السيد جاد الحق مدير المباحث الجنائية واللواء أبو الفتوح الوردانى مساعد مدير الأمن والعميد رضا طبلية رئيس المباحث بالمديرية والمقدم حسين غنيم مفتش المباحث والقيادات الأمنية وتم فرض كردون أمنى حول المجمع وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
كان محافظ الغربية اللواء عبد الحميد الشناوى وجه لوماً شديدًا لمحمد عثمان بشتة فور إخطاره بإنقاذ طفل الخميس الماضى من داخل الحفرة وطلب منه سرعة ردمها واتخاذ الإجراءات الكفيلة لغلق الحفرة، إلا أن رئيس الشركة تجاهل توجيهات المحافظ مما تسبب فى سقوط الطفل مصطفى أيمن كمال.
قرر اللواء عبد الحميد الشناوى محافظ الغربية، صرف 5 آلاف جنيه لأسرة الطفل واستبعاد مدير المجمع، وإحالة المتسببين فى غرق الطفل إلى الشئون القانونية بديوان عام المحافظة، وردم الحفرة وتأمين الموقع.