الشهامة وحدها قادت «كرم» من الشارع إلى قسم الشرطة ليقضى 6 أيام دون ذنب، ذهب إلى قسم شرطة حدائق القبة ليضمن أحد أصدقائه لكن ضابط الشرطة بالقسم أصر على الكشف عن اسمه من خلال كمبيوتر الداخلية، المفاجأة أن «كرم» وجد رجل الشرطة يقوده إلى غرفة الحجز، مؤكدا له أن عليه حكما فى قضية شيك بدون رصيد، حاول إقناعهم أنه لأول مرة فى حياته يدخل فيها قسم شرطة فكيف يكون عليه حكم؟ فأكد له ضابط تنفيذ الأحكام أن الحكم صادر ضده منذ 6 سنوات فى القضية رقم 10299 لسنة 2004 برقم حصر 113 لسنة 2005 جهينة، فأكد لهم أنه فى هذا التاريخ تحديدا كان عمره 13 عاما ولم يكن لديه بطاقة شخصية من الأساس فكيف يوقع على شيك، لكن مأمور القسم لم يسمع كلامه وأصر على إيداعه بحجز القسم، الأمر الذى جعل كرم يتصل بأحد المحامين وحضر إلى القسم وطلب الاطلاع على ورقة تنفيذ الأحكام، وعندها اكتشف أن هناك سوء تفاهم، حيث إن الشخص الصادر ضده الحكم يختلف مع كرم فى الاسم الرابع، كما أن الحكم صادر من بلدة المتهم بجهينة التابعة لمحافظة سوهاج فى حين أن كرم من مركز طهطا بقرية شطورة تحديدا، هذا التناقض لابد أن يفسر لصالح كرم وكان يجب صرفه من ديوان القسم، ولكن مأمور القسم لم يعترف بما هو مدون بالأوراق، وراح يردد جملة واحدة «أنا قلت لازم يبات فى الحجز» وأغلق مكتبه عليه ولم يسمع أحد، وبالفعل حمله أمناء الشرطة إلى الحجز وأودع مع المجرمين وتجار المخدرات.
6 أيام قضاها كرم داخل الحجز بعيدا عن أهله ينام وسط اللصوص وقطاع الطرق يخاصم النوم جفونه، يتسلل الرعب إلى قلبه كلما نشبت مشاجرة بين المحبوسين داخل الحجز، فيرى مطاوى تشهر أمام عينيه ويهتك سمعه ألفاظ لم يسمعها من قبل، 6 أيام بلياليها قضاها داخل محبسه دون وجه حق، حتى تسلم مأمور القسم خطابا من نيابة جهينة بسوهاج يفيد بأن المواطن المحتجز بالقسم ليس هو الشخص المطلوب فى قضية الشيك، حيث إنهما يختلفان فى الاسم الرابع، بالإضافة إلى اختلاف اسمى الأم، واختلاف بلدتيهما، ليأمر بإخلاء سبيله من محبسه، قائلا له جملة واحدة «معلهش يا كرم كانت غلطة».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة