◄◄ الخبراء: مخاطرة كبيرة والأفضل الانتهاء من التغطية الكاملة للسوق المحلية
أعلنت شركة مصر للتأمين مؤخرا عن خطة للتوسع فى السوق الأفريقية من خلال فتح فرع للشركة فى السودان والاستعداد لإنشاء مكاتب تمثيل فى الجزائر وليبيا وغيرها من الدول الأفريقية، وهو ما أثار التساؤلات حول مدى إمكانية اقتحام شركات التأمين المصرية للسوق الأفريقية والاستفادة من الاستثمارات الموجودة به.
سيد بيومى مدير الاستثمار فى شركة «المصرية للتأمين التكافلى» أكد أن الكيانات الضخمة مثل شركة مصر للتأمين من الممكن أن تتوسع فى السوق الأفريقية بعكس الشركات الخاصة التى يصعب عليها ذلك، موضحا أن الذى يساعد الشركات على الاستثمار الخارجى هو توافر القدر الكافى من الاستثمارات الحرة لديها التى تنتج عن تراكم الأرباح التى تحققها الشركة مع مرور الوقت، ولكن الشركات الخاصة عادة لا يتوافر لديها قدر كبير من الاستثمارات الحرة كون معظم استثماراتها مخصصة فى أموال حملة الوثائق، وبالتالى فإن أى شركة لا يمكن أن تخاطر بهذه الأموال خارج السوق المصرية.
وأوضح بيومى أن هناك تخوفا كبيرا من الدخول فى السوق الأفريقية لأن حدوث أى توترات سيؤثر سلبا على الاستثمارات المصرية، وأضاف «شاهدنا مدى المعاناة التى واجهتها ومازالت تواجهها شركة «أوراسكوم تيليكوم» فى الجزائر بسبب مباراة كرة قدم». وأشار إلى أنه حتى فى حالة اتخاذ قرار للتوسع فى أفريقيا لابد أن يتم دراسة المشروع بشكل كاف ولا يتم النظر إلى الناحية التجارية والأرباح فقط، ولابد من دراسة كلية للسوق الأفريقية قبل المخاطرة والدخول فيه.
ويقترب منه فى الرأى حسن درويش نائب رئيس شركة «رويال للتأمين» الذى أكد أن الشركات المصرية لا يجب أن تسعى حاليا إلى أى توسعات فى السوق الأفريقية خاصة أن السوق المصرية لم تتم تغطيتها بالشكل الكافى.
وأوضح أنه إلى جانب المخاطرة الموجودة فى السوق الأفريقية فهناك العديد من الجهات التى تحتاج إلى تغطيات تأمينية فى مصر مثل الأماكن العامة والأسواق التجارية وصالات السينما وغيرها من الأماكن التى يجب التركيز عليها، بدلا من الدخول فى أسواق أخرى، لافتا إلى أنه من غير المنطقى أن يتم التفكير فى السوق الأفريقية وأن نواجه مخاطرة ضياع الاستثمارات هناك ومازال لدينا السوق المصرية.
ويقول محمد وحيد الخبير التأمينى ورئيس قسم التأمين بكلية التجارة جامعة القاهرة أنه من الصعب الاستثمار فى السوق الأفريقية خاصة فى قطاع التأمين، لافتا إلى أن هناك العديد من الأخطار السياسية بسبب الانقلابات والحركات المسلحة فى تلك القارة.
وأشار إلى أنه من الأفضل أن نقتحم السوق الأفريقية من خلال إعادة التأمين بمعنى أن يتم تأسيس شركة لإعادة التأمين لكل السوق الأفريقية،.
وأضاف أن دخول شركة مصر للتأمين للسوق الأفريقية يرجع لكونها كيانا ضخما وتستطيع أن تمتص أى ذبذبات قد تحدث فى مركزها المالى فى حالة تعرضها لأخطار السوق الأفريقية.