قال الأديب الدكتور علاء الأسوانى إن الكاتب الكبير يحيى حقى ظُلم، ولا بد أن يتم تدريس إبداعه وإعادة الاعتبار له بمراجعة أعماله وقراءتها، مؤكدًا على أن يحيى حقى هو رائد القصة القصيرة بلا جدال، مشيرًا إلى أنه فى عام 1926 لم يكن هناك من يعرف ماهية القصة القصيرة، إلا أن يحيى حقى فاجأ الجميع بكتابة قصة قصيرة، وكان يحيى حقى يقول بأن القصة القصيرة يجب أن تكون مثل المسبحة، بما يعنى أنه إذا حذفنا لفظا واحدا من القصة القصيرة ضاع المعنى بأكمله.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت بالأمس، فى صالون الروائى علاء الأسوانى الأسبوعى، بمقر حزب الكرامة، وتحدث فيها الأسوانى عن ورشة كتابة القصة القصيرة بمكتبة ألف، وحضر الندوة نخبة كبيرة من الأدباء والمثقفين، وأكد فيها الأسوانى على أن الإنجاز الثقافى المصرى ليس له مثيل فى العالم العربى، وإذا حُذف المنجز الثقافى المصرى من إنتاج الثقافة العربية فلن يبقى إلا شذرات، ولا شك فى أن الإنجاز الثقافى المصرى هو قلب الثقافة العربية.
وأوضح الأسوانى على أنه لدينا نقص كبير فى مفهوم الكتابة الإبداعية، مشيرًا إلى أن هدف ورشة كتابة القصة القصيرة بمكتبة "ألف" هو الارتفاع بالحس الأدبى لدى المتلقى، واقترح الطرق الأدبية لكيفية تناول الموضوع بشكل أدبى، فليس الهدف من الورشة كيفية الكتابة على طريقة الغير من المبدعين، ولكن الهدف هو أن يكتشف لنفسه طريقًا يميزه فى الكتابة، وفى رأيى الشخصى أنه لا توجد لدينا ورش حقيقية لكتابة القصة القصيرة، برغم ما انتشر فى الفترة الأخيرة من ورش لكتابة السيناريو والغرض الأول منها هو الربح المادى.
وأضاف برأيى أن الورشة تختصر الكثير من السنوات على المبدعين الشباب فى البحث عن هويتهم الأدبية، مؤكدًا على أن كليات الآداب بعيدةً كل البعد عن كتابة الإبداع بقدر ما تقوم بدراسته فقط، مشيرًا إلى أن هناك نظرية تؤكد على أن الدراسة النظرية الأدبية الأكاديمية تكاد تعطل الكتابة الإبداعية ولا تساعدها، وهذا بعكس مقررات ورش الإبداع والكتابة.
وفى نهاية الجلسة الأولى من الندوة أشار الكاتب عماد عدلى مدير الندوات بمكتبة ألف، والمشرف على ورشة كتابة القصة القصيرة بمكتبة ألف إلى أنه من المقرر بعد أن يجتاز أعضاء الورشة فترة التدريب أن تطبع أعمالهم فى كتاب على نفقة المكتبة، داعيًا الدكتور علاء الأسوانى إلى كتابة مقدمة الكتاب، فيما رحب الأسوانى بالفكرة مؤكدًا على دعمه ومحاولته بإتاحة الوقت لمتابعة أعمال المبدعين الشباب، سواءً من الورشة أو من خارجها.