وثائق ألمانية تكشف عن تورط الإخوان فى اغتيال حسن البنا... كتاب جديد يكشف كيف استغل مؤسس الجماعة البروتستانت فى دعوته

الخميس، 13 مايو 2010 10:49 ص
وثائق ألمانية تكشف عن تورط الإخوان فى اغتيال حسن البنا... كتاب جديد يكشف كيف استغل مؤسس الجماعة البروتستانت فى دعوته حسن البنا
أحمد براء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن العدد الأسبوعى

«الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين تأثر بخروج الوعاظ البروتستانت الأمريكان والبريطانيين فى القاهرة للوعظ فى المقاهى والملاهى الليلية لنشر الإنجيل وأيديولوجياته فى عشرينيات القرن العشرين.. وهى الطريقة التى اقتبسها حسن البنا فى دعوته فكان يرتاد المقاهى والملاهى الليلية خاصة فى شارعى عماد الدين والهرم لنشر دعوته».

هذا ما تقوله الباحثة الألمانية «جوردون كريمر» فى كتابها الجديد «حسن البنا.. من صناع العالم الإسلامى». وتفجر فيه مفاجآت مثيرة للجدل حول حياة البنا واغتياله الذى تضع له ثلاثة سيناريوهات مثيرة للجدل أولها تدبير الملك «فاروق» نفسه لقتل البنا، وثانيها اغتيال الإخوان له بسبب تجاهله لأعضاء الجماعة المعتقلين وحرصه على حمل مسدس شخصى لحماية نفسه فقط، وتجاهل مريديه وأنصاره فى حادث السيارة الجيب وحوادث أخرى. وثالثها ارتكاب الجريمة من قبل بعض عناصر «البوليس السياسى» بسبب اغتيال «النقراشى» باشا وسط أقاويل عن ضلوع الإخوان فى العملية».

الكتاب يشير إلى أنّه بالرغم من تزايد حدة الصراعات السياسية فى فترة العشرينيات فإن البنا لم يذكر أياً منها فى مذكراته أو رسائله أو كتاباته، فضلاً عن التغيرات والاضطرابات التى تركت بصماتها وآثارها على المجتمع المصرى فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، ووصلت الأحزاب السياسية إلى قمة ذروتها فى هذه الفترة، حيث لعب كل من حزبى «الوفد» والأحرار الدستوريين أدواراً قيادية بارزة.

البنا كان حريصا على التعلم فى شتى مناحى العلم كما يذكر الكتاب، وكان يقضى النصيب الأكبر من وقت فراغه فى المكتبات وشراء الكتب من الراتب الشهرى الذى كان يحصل عليه من المال الذى كانت تعطيه كلية «دار العلوم« لطلابها، لكنه لم يذهب إطلاقاً إلى المسرح أو إلى حفلة موسيقية، وطبعا إلى «الكازينوهات» و«النوادى الليلية» وقاعات الموسيقى أو السينما وغيرها من الأماكن التى كانت منتشرة فى ليل القاهرة السرى، وفى الوقت ذاته لم تكن الوسائل التى كان يرفه بها عن نفسه واضحة. يوميات البنا المجهولة يكشف عنها الكتاب ويقول مؤسس الإخوان فيها: «كنت أشعر بألم عميق وأنا أرى الحياة الاجتماعية للأمة المصرية تتأرجح بين ملذات الدنيا وإسلامنا العزيز.. إسلامنا الذى ورثناه وعشنا وتنقلنا معه لمدة 14 قرنا من الزمان، ليأتى إلينا هذا الغزو الغربى العنيف مجهزا بكافة الأسلحة الفتاكة من المال والمكانة والمظهر الخارجى ووسائل الدعاية».

الكتاب يتحدث كذلك عن انضمام البنا عام 1924 لجمعية «مكارم الأخلاق الإسلامية» التى وصفها البنا بأنّها «الرابطة الإسلامية الوحيدة التى يمكن العثور عليها فى القاهرة آنذاك» ولكن الكتاب نفى هذا الأمر مؤكداً أنه كان هناك عدد من المجتمعات الإسلامية النشطة فى ذلك الوقت مثل «الجمعية الخيرية الإسلامية» و«الجمعية الشرعية» ثم وُلِِدَت بعد ذلك فكرة تدريب الشباب ووعظهم، والدعوة فى الأماكن العامة مثل المقاهى والنوادى، حيث جذبت الناس إلى «الطريق الصحيح إلى الإسلام« وشكك أصحاب البنا وأعربوا عن قلقهم إزاء هذه الفكرة فى بادئ الأمر لكنهم بحلول شهر رمضان انتشروا من مقهى إلى آخر، وألقى البنا خطبه ومواعظه فى كل مكان يزوره لمدة من خمس لعشر دقائق، ولقيت إعجاباً من الناس.

وذكر الكتاب أنه عندما تخرج البنا فى كلية «دار العلوم» تم تعيينه فى مدرسة ابتدائية بمحافظة الإسماعيلية، ولكنه عارض هذه الوظيفة، كمدرس إلزامى فى محافظة نائية وهو يرى نفسه عالما. الأمر الذى دفعه لاستشارة والده، الذى ما لبث أنّ أكد له بدوره أنها إرادة الله ولا يجب معارضتها على الطريقة الصوفية.

واعتبرت الكاتبة الألمانية أن البنا مناضل، كافح من أجل إحياء القيم الإسلامية وسط التغريب الذى كان يعيشه المجتمع المصرى خلال فترة العشرينيات والثلاثينيات، وهو ما أدى الى أن تصبح الجماعة قوة سياسية ذات نفوذ فى مصر، إلى أنّ تم اغتياله، مشيرة الى أن البنا هو الأكثر شهرةً لأنه أسس أكبر حركة إسلامية وأكثرها نفوذاً فى الشرق الأوسط، وذلك بعد أن تم تجنيد الملايين من الأعضاء فى العالم الإسلامى، فبالرغم من تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928، فإنّها لا تزال ناشطة حتى الآن فى مصر ودول إسلامية أخرى مثل الأردن واليمن ونيجيريا وإندونيسيا وأنحاء متفرقة من العالم.

ويقول الكتاب إن «سيد قطب» الذى انضم للإخوان المسلمين بعد وفاة البنا، ليصبح صوتاً قوياً ومؤثراً للحركة الإسلامية الحديثة، ما زال حتى الوقت الحالى يثير مشاعر قوية ومتأججة فى أعماله الأدبية المتنوعة، لكن فكره التكفيرى أثر على صورة الجماعة فى الخارج.
ويقول الكتاب إن فكر وحياة البنا متشابكان بشكل وثيق مع حركة الإخوان المسلمين التى قام بتأسيسها، ولذلك فإن الكتاب يتناول حركة الإخوان من وجهة نظر البنا فى محاولة لإيضاح أنّ البنا وحركة الإخوان مترابطان فى نفس السياق، ولا يمكن فصلهما أو ذكر طرف والغض عن الطرف الآخر.

وتناول الكتاب حياة حسن البنا منذ نشأته، حيث اهتم بوالده «أحمد عبدالرحمن البنا» الذى ولد فى قرية «شمشيرة» بمحافظة الغربية، وكانت والدته من عائلة متعلمة ودينية، وكان شقيقها مقرئا وفقيها فى قرية «سنديون» المجاورة، موضحا أنّه بدلاً من أنّ يشارك أحمد البنا شقيقه الأكبر فى زراعة الأرض، اختار حرفة إصلاح الساعات، وهو الاختيار غير الاعتيادى لصبى فى مثل سنه فى قرية صغيرة، حيث ذهب إلى محافظة الإسكندرية ليتدرب مع رجل ماهر فى هذه الحرفة، ولكنه لم يغفل عن معرفة أصول دينه، ففضلاً عن تعلمه هذه الحرفة واصل تعليمه الدينى فى مسجد إبراهيم باشا.

أما حسن البنا فقد ولد ولادة صحية عام 1906 خالية من أية أمراض، على عكس الأطفال الذين يولدون فى الأسر الفقيرة، ثم نشأ واتخذ المذهب الصوفى عن الشيخ «عبد الوهاب الحصافى» الذى لعب دورا كبيرا ومؤثرا فى تكوين شخصية البنا، ثم سافر إلى القاهرة ليدرس بكلية دار العلوم، ثم التقى بالشيخ «محمد زهران« الذى تأثر به، وكان أول من حث البنا ورفاقه على أهمية الدراسة والممارسات الدينية الصحيحة، وتقرب إليهم ليناقشهم فى مشاكلهم وما يواجهونه من مصاعب.

لمعلوماتك...
1906 ولد حسن البنا فى المحمودية بالبحيرة وفى 12فبراير 1949 تم اغتياله أمام جمعية الشبان المسلمين






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة