تواجه عملية المفاوضات غير المباشرة التى بدأت منذ أيام بين فلسطين واسرائيل برعاية أمريكية تحديات قصوى، تتصاعد يوميا بتصعيد إسرائيل لقراراتها الاستفزازية بالإعلان عن وحدات استيطانية جديدة فى القدس، مما يؤكد على أرض الواقع نفيها لقبول الإملاءات الأمريكية بتجميد الأستيطان.
وزادت إسرائيل من حدة استفزازاتها، حيث أعلن أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أن القدس مدينة يهودية بدليل أنها ذكرت فى التوراه عشرات المرات، فى حين لم تذكر فى القرآن الكريم مرة واحد، تلك التصريحات التى نشب على إثرها مشادة بينه وبين نواب الكنيست العرب.
ونددت السلطة الفلسطينية بقرارات إسرائيل، حيث اعتبر صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، أن المشروع الاستيطانى الإسرائيلى الجديد الذى يتضمن بناء 12 ألف وحدة سكنية فى إحدى مستوطنات مدينة القدس بعد أيام من الاتفاق على الشروع فى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، هو تأكيد أن الاحتلال الإسرائيلى يقوم على أساس الاستيطان.
كما أدان عريقات مزاعم نتنياهو حول القدس قائلا: "هذا الحديث بعيد عن الذوق ويسعى به نتنياهو إلى إدخال الدين فى تحديد مصير القدس، وهو أمر فى غاية الغرابة، ويجب على كل جهة ألا تقبله بحال من الأحوال لاستخدام الدين بهذا الشكل الرخيص".
وأكد عريقات على أن السلطة جرت مع الاتحاد الأوروبى، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية بشكل يومى حول كل ما يحدث فى القدس والمناطق الفلسطينية على أيدى إسرائيل.
ورد عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، على الاستفزازات الإسرائيلية أنه مطلوب من إسرائيل وقف سياستها العدوانية والانصياع لقرارات الأمم المتحدة، والاعتراف بالحقوق العربية كاملة حتى يعم الاستقرار فى المنطقة، وإلا فالعرب لديهم بدائل فى حالة فشل المفاوضات غير المباشرة.
ورغم تحذيره بالبدائل الأخرى التى لدى العرب والتى رفض الإفصاح عنها حاليا، إلا أنه أكد أن المسائل لم تصل بعد إلى محطة نهائية ويجب الانتظار.
وكشفت إسرائيل أمس النقاب عن تخطيط لبناء 12 ألف وحدة استيطانية فى القدس فى مشروع استيطانى جديد يسمى "غبعات ياعيل" سيقوم على حساب أراضى قرية الولجة جنوب غرب القدس.
ويتكون المشروع من متنزه واسع إضافة إلى بناء أحياء استيطانية تضم حوالى 12000 وحدة سكنية بطاقة استيعابية تصل إلى 45000 مستوطن، وفى حال تنفيذه سيحكم الحصار والعزل على المدينة المقدسة من الناحية الجنوبية.
نتانياهو يزعم أن القدس لم تذكر فى القرآن.. وعريقات يعتبرها تنصلا من عملية السلام.. وموسى يؤكد: العرب لديهم بدائل آخرى للمفاوضات
الخميس، 13 مايو 2010 12:32 م