هانى صلاح الدين

انتخاباتهم وتزويرنا.. إلى متى؟

الخميس، 13 مايو 2010 11:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت الانتخابات البريطانية الأخيرة عن كثب، وحاولت أن أقارن بينها وبين الانتخابات عندنا، خاصة وأننا مقبلون على سلسلة من الانتخابات التى تعد فاصلة فى تاريخ مصر الحديث، وبالرغم من معرفتى المسبقة بنتيجة هذه المقارنة، إلا أننى خرجت بمجموعة من الملاحظات جديرة بأن يؤخذ منها العبرة، ومنها ما يلى:

* أن الانتخابات البريطانية كان سر نزاهتها وشفافيتها، وخروجها بهذا الشكل المشرف، يعود لإيجابية الشعب الذى يحرص كل شخص فيه على المشاركة الجادة، واستشعار الجميع بمسئولية الاختيار، انطلاقا من الولاء للوطن وتقديم مصلحته على أى مصلحة شخصية، لذا وجدنا الشعب البريطانى فى يوم الانتخابات يخرج أفرادا وجماعات، من أجل فرض رأيهم على النظام الحاكم، وكأنه يوم عرس لوطنهم كل منهم يحاول أن يؤدى دوره فيه.

أما نحن، فللأسف نجد الكثير فى وطننا يفرط فى حقه، ويترك صندوق الانتخابات غنيمة للمفسدين المزورين، فلو حرص كل منا على الإدلاء بصوته واعتباره أمانة وشهادة لله، وغلب مصلحة الوطن مترفعا على القبلية والعصبية، والنفع الشخصى، لاستطعنا التضييق على المتلاعبين بأصواتنا.

* لقد وجدت الأجهزة الحكومية والشرطة تقف موقف الحياد التام، تاركين الفرصة كاملة للبريطانيين، فى اختيار من يمثلهم، دون أى تأثير أو استخدام للسلطة، وقد أثر ذلك بالإيجاب على المواطنين هناك، وبنا بينهم جسور الثقة، فما وجدت مرشحا يطعن فى موظفى الحكومة المشرفين على الانتخابات، وما وجدنا شرطيا يعتقل شخصا حتى يحرمه من الترشيح.

أما نحن فقد فقدنا كل الثقة فى الحكومة وأجهزة الأمن، بسبب دورهم المشبوه فى التأثير على الانتخابات، فمع كل موسم للانتخابات نجد المعتقلات تملأ بأنصار المرشحين الذين ينافسون مرشحى الحزب الوطنى، وفى يوم الانتخابات نجد التزوير ملئ السمع والبصر، ويشارك رجال الأمن فى تزوير إرادة الناخبين، بل نجد فى كثير من الأحيان أن موظفى الحكومة، المشرفين على الانتخابات يقومون بتزويرها علنا، خاصة بعد أن تمطر عليهم العطايا من مرشحى الوطنى، وذلك بخلاف الوجبات الخمس النجوم التى يحصلون عليها، وإذا لا قدر الله وجد موظف لديه ضمير، ويرفض التزوير نجده يتعرض من التهديد والوعيد ما يكفى لإرهاب أى شخص، وقد رأيت هذه الصورة بعين رأسى فى انتخابات ماضية، وانتهى الأمر فيها بسحل الموظف من قبل أنصار مرشح الوطنى ورجال الأمن الأشاوس.

* من الصور التى أدهشتنى فى هذه الانتخابات، أن الناخب يقيم المرشحين على برامجهم، ووسائل إصلاحهم، وينظر ماذا يحمل الحزب من أفكار للمرحلة المقبلة ترفع من مستوى المعيشة، وتعالج المشاكل، لذا وجدنا أن الأحزاب المتنافسة اجتهدت فى برامج انتخابية عملية يمكن تطبيقها، لأنهم يعلمون أن حساب الشعب لهم سيكون عسيرا، إذا لم يطبقوا برامجهم الانتخابية فى حالة نجاحهم.

أما أحزابنا فما زالت عاجزة عن برامج انتخابية تعالج مشاكل الواقع المصرى، بل نجد أن الحزب الحاكم بالرغم من الوعود الانتخابية التى قطعها فى انتخابات 2005، نجده ما زاد مشاكلنا إلا مشاكل، وأفسد علينا حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وازداد تمسكا بالسلطة رافضا أن يفسح الطريق لأى قوى سياسية إصلاحية تحاول إصلاح ما أفسده رؤؤس هذا النظام.

الفروق بيننا وبينهم كبيرة وشاسعة، لكن إذا أردنا كشعب أن نفرض إرادتنا ونغير منظومتنا السياسية، سننجح، فما هناك نظام مهما تكن قوته يستطيع أن يصمد أمام الإرادة الشعبية، فمصر أصبحت فى أمس الحاجة أن يهب عليها التغيير الذى يطيح بالمفسدين ويأتى بالمصلحين، ولنا فى هذه الدول التى انتزعت حريتها بالوسائل السلمية مثل، فالحكمة ضالة المؤمن فأينما وجدها فهو أولى بها.

ومازلنا نأمل ان تتغير أحوال بلادنا فلن يطول ليل الاستبداد والفساد والقهر أكثر من ذلك ، لكن علينا جميعا ان نصطف من اجل خروج الوطن من هذه الكبوة التى أغرقتنا فى أوحال الفقر والفساد والاحتكار ، ولا يأتى ذلك إلا بالإيجابية والمشاركة الفعالة والتخلص من الفساد والمفسدين .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة