علقت صحيفة الجارديان البريطانية على موقف الإدارة الأمريكية من تمديد حكم الطوارئ فى مصر لعامين آخرين، وقالت فى تقرير محررها لشئون الشرق الأوسط إيان بلاك إنه من غير المرجح أن يكون الرئيس حسنى مبارك قد تعرض للإحراج البالغ بتعبير الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن خيبة أمله إزاء هذا الأمر، لكنه سيظل مذكراًً مفيداً لمبارك بأن واشنطن لديها مخاوف حقيقية إزاء الحكم فى أكثر الدول العربية ازدحاماً بالسكان، وأنها مستعدة للتعبير عن ذلك بشكل علنى.
ومضت الصحيفة فى القول، إن نشطاء المعارضة فى مصر لم يندهشوا من خطوة تمديد قانون الطوارئ الذى فُرض لأول مرة عام 1967، ثم فرض مرة أخرى بعد اغتيال السادات عام 1981، ومن ثم فإنه جزء أساسى من المشهد الذى يستهدف فيه الناشطين والجماعات السياسية بشكل روتينى ويتم إخراسها بإسم الامن القومى.
وتصف الجارديان الأحوال فى مصر قائلة، إن الضرب والاعتقال فى المسيرات المؤيدة للديمقراطية أصبح وجهاً مألوفاً للقمع، كذلك الحال بالنسبة للاعتقال بدون محاكمة والمحاكمات بمحاكم أمن الدولة دون الحق فى الاستئناف.
وتجلت العصبية إزاء التجديد الشامل للقانون، والرد الأمريكى على ذلك فى الإصرار الرسمى على أنه من الآن وصاعداً سيطبق القانون على جرائم الإرهاب والاتجار بالمخدرات، وأنه لن يسمح بعد ذلك بالرقابة أو غلق الصحف أو أى وسائل إعلامية أخرى، أو التنصت على المكالمات الهاتفية ومراقبة المراسلات.
ويقول المنتقدون أن هذه التأكيدات قد فشلت فى إقناع الجمهور لسببين، الأول أن هذه وعود سابقة لم يتم الوفاء بها، والثانى أنه لا يزال ممكناً استخدام القوة ضد المعارضة.
وتنقل الصحيفة عن سها عبد العاطى، من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قولها، إنه تم اعتقال أشخاص تحت مظلة قانون الطوارئ لعدد من القضايا تشمل حرية التعبير وقضايا، خاصة بحرية الأديان، ومن الشائع أن تنتهك وزارة الداخلية كل الحقوق فى ظل قانون الطوارئ، وطالما كان القانون مطبق، فإنه لن يكون هناك ضمانات كافية لمنع حدوث هذه الانتهاكات.
وتحدثت الصحيفة عن المظاهرات الرافضة لتمديد قانون الطوارئ أمام السفارات المصرية فى الخارج، وقالت، إن تأخير إصدار قانون جديد خاص بمكافحة الإرهاب، والذى طال انتظاره، أصبح يقارن لفضل أوباما فى إغلاق معتقل جوانتانامو.
والرسالة التى جاءت من القاهرة بهذه الخطوة هى، نحن أيضا لدينا مساعٍ ليبرالية، لكن يجب أن نكون واقعيين وصارمين فى التعامل مع الإرهاب".
واتهمت الجارديان الحكومة المصرية باللعب دائماً بكارت الإرهاب، مذكرة بما حدث بعد اغتيال السادات على يد إسلاميين لتوقيعه اتفاقية السلام مع إسرائيل.
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة، إن أحد أسباب تعبير البيت الأبيض والخارجية الأمريكية عن خيبة أملها من تمديد قانون الطوارئ، هو اقتراب مرور عام على الخطاب الذى ألقاه الرئيس أوباما فى جامعة القاهرة عندما واجه انتقادات لاختياره الذى يعنى فرض الشرعية على نظام مبارك المستبد.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
