إحساس بالخجل، نتبادل الاتهامات كل يوم فى حياتنا، تباً لنا، وكلٌ منا يقول "هم الذين صنعوا المشكلة.. هم الذين أوقفوا الطريق"، فكل يوم فى الصباح تزدحم الشوارع ويتوقف الطريق فى كل مكان فى وطننا الحبيب ويتجمد الموقف، ولكن من صنع المشكلة؟ من الذى أوقف الطريق؟!.. لا أحد يدرى.
كل يرمى بالاتهامات على الغير، ويقول "هو أوقف الطريق"، فمنا من يقول سائقو الميكروباص هم الذين أوقفوا الطريق، ألا ترى ما يفعلونه من همجية وبلطجة فى الطريق، يقفون أينما شاءوا ووقتما شاءوا ويتحركون بطريقة مجنونة بين السيارات، لا يعرفون التفاهم ولا يتبعون أوامر.. إنهم هم حقا الذين أوقفوا الطريق فلنقصيهم.
وإذا سألنا الآخر يقول "هذا الذى صنع المشكلة إنه أتوبيس النقل العام أوقف الطريق، ألا تراه كبير الحجم والشوارع ضيقة، تشعر بالمشكلة حين يتوقف، يتوقف ببطء ويتحرك ببطء، إذا اتخذ منتصف الطريق لا يعبر أحد ومن يسوقه لا يهتم إلا بجمع الأموال فهو يأخذ نسبة، فلذلك لا يهتم بمن فيه ولا يهتم بمن حوله، إنه حقاً صنع المشكلة، لا لأتوبيس النقل العام، هو أوقف الطريق، تخلصوا منه فلنبيعه لخدمة المواطنين".
والآخر يقول سائقو الملاكى هم الذين أوقفوا الطريق يتحركون فى كل اتجاه ويأخذوا أماكن غيرهم بسرعة البرق، لا يهتمون بالقواعد فهم يعرفون طريق الإفلات من القوانين، يدفعوا لكل من يقف أمامهم فى الطريق لكى يأخذوا حقوق الغير بدون وجه حق، لهم معارف تحميهم من القانون، يركنون فى جوانب الطريق صف ثانى وثالث، وما من محاسب ولا من حاكم لهم، هم تعودوا سرقة حقوق الغير هم الذين أوقفوا الطريق، حاكموهم لقد زادوا الفساد فى الوطن.
وهذا يقول أمين شرطة هو الذى أوقف الطريق، وهو الآمر فمن يأمره، هو يحاسب فمن يحاسبه، جاء من قبل الزحام وأوقف الطريق، أرونى الرخصة، فى وقت لا يحتمل فيه الطريق شىء، الكل يريد الهروب قبل الزحام وهو يصنع الزحام، ليس مهم له أن الطريق سيتوقف، ولكن يهمه تنفيذ القانون، فهو موظف حكومة لا يرى سوى اللوائح، ينفذها ولا ينظر ماذا ستفعل فى وقتها، ويقول البعض أنه وقف لمصلحته ليس لمصلحة الدولة أساساً،وقف ليأخذ القتاوة، فهو فتوة الدولة، الرخصة إما لشخصية عامة أو ذات نفوذ فيتركها تسير أو أن تحتها خمسة جنيهات أو عشرة فترد الرخصة وتظل العشرة، صنع المشكلة،هو أوقف الطريق، حاسبوه قبل أن تحاسبوا الباقين.
وهناك من يقول متعاطفاً إنه المواطن البسيط يتحرك بدون وعى بعشوائية بين السيارات على الطريق، يترك مكانه على الرصيف ويقف فى أماكن أخري، يريد أن يلحق بميعاد العمل، ويريد أن يكسب أكثر ليعول أولاده، هو الخاطئ هو الذى أوقف الطريق ليعبر وأقف آلاف غيره، ساعدوه، انشلوه من الفقر وأريحوه.
وهذا يقول وهو محق إنه سايس الطريق، لا يعرف شيئاً، عينه بلطجى، وأعطاه صفارة، وأمره أن يوقف الناس على جانبى الطريق، طول الوقت ينادى بصوت عالى فى الشوارع، يهمه أنه سيجمع المال كما وعده البلطجى، لا يهمه من يجلعهم يطيعوه، يكسر السيارات، يوقف الطريق، يضل الآخرين ويحسب أنه مصلح ومنظم، ظالم ومعتدى إن لزم الأمر، اعتقلوه، أقصوه من الشوارع.
كلٌ يلقى بالاتهامات على عاتق الآخر.. وكل متهم فى الحقيقة.. انظر إلى نفسك، من أنت فيهم، تحمل مسئولية حياتك، فإن تحمل المسئولية بداية التغيير، والتغيير هو بداية التطور، والتطور هو بداية التقدم.
لم أقصد فى الحقيقة كل من أشرت إليهم بالتحديد وإنما هى رموز، فالطريق هو مسيرة التقدم، وسائقى الميكروباص هم مثال البلطجية وسراقى حقوق الغير ومخالفى القوانين، لا يهتمون إلا بأنفسهم، يصارعوا الناس على كل شئ، يأخذون ما ليس من حقهم، فهل أنت منهم؟.
وأتوبيس النقل العام هو مصانع الدولة وهيئاتها وشركاتها، تتحرك ببطء، وهى كبيرة الحجم، إذا وقفت وقف السير، لكثير منا، لها سائقين ظالمين لا يرون إلا أنفسهم، لا ينظروا إلى حقوق الدولة، فهل أنت منهم؟.
وأصحاب الملاكى هم المتسلقون من رجال الأعمال والموظفين وغيرهم، يغتصبون حقوق الغير، راشيين أو مرتشين، يخدعون القانون، يتهربون من دفع الضرائب، لا يهمهم إلا مصالحهم، يجدون من مثلهم ويساعدهم على القانون، تباً لهم، سارقين،لا يهتمون بشرعية أعمالهم، فهل أنت منهم؟.
أما أمين الشرطة رمز لأحد موظفى الدولة، هم الذين يتمتعون بقدر كبير من البيروقراطية، ينفذون القانون خطأ، لأنهم لا يعرفون مهمة القانون، مستعدون أن يوقفوا كل من يسير، عادة ما يفتحون أدراجهم ليرتشوا حتى يعبر الناس حتى وإن كان السير غير مخالفين، فمن لا يدفع فهو مخالف، حسبنا الله ونعم الوكيل، فهل أنت منهم؟.
أما أخينا السايس الغبى، فهم أناس يرون أنهم مصلحون وهم المفسدون، جاء بهم مغتصبون حقوق الدولة والهمجيين، طوال الوقت يخرجوا فى الشوارع، يكسرون زجاج السيارات، يضربون من يقولون إنهم يدافعون عن حقوقهم، كل هدفهم الوصول للسلطة، لا يهمهم أنهم يعطلون أعمال الدولة والناس بمظاهراتهم، يطالبون بإضراب عن العمل، وفى الحالتين الضرر عائد على كل الدولة.
أما المواطن البسيط، فهو مثال لبهلوانات الوطن، يتركون أعمالهم فى الحكومة ويذهبون لأعمال أخرى فى نفس الوقت ليس من حقهم، يسرقون حقوق الدولة، يهربون من العمل، لا يؤدون وظائفهم، يوقفوا السير، ظالمين ويظنون أنهم مظلومون، فهل أنت منهم؟.
معاً نحو التغيير.. جاء الوقت ليتحمل كلٌ منا مسئوليته نحو الآخرين جاء الوقت ليحاسب كلٌ منا نفسه، معاً نحو واجباتنا.. نعم للتطوير.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة