هل تعرف من هو الحاوى؟ إنه الشخص الذى يخدعك بألعابه فيسحر أنظار الناس، خاصة الصغار الذين لا يدركون ما وراء حيل "الحاوى" من خداع.. ويحتاج الأمر إلى تركيز منك وأن تفتح عينيك جيداً لتكشف خدع الحاوى.. ولكن فى هذا الزمان لم يعد الحاوى فقط يخدع البصر وإنما يخدع العقل وكأنه منوم مغناطيسى فيجعلك تفعل أشياء إن عرفت حقيقتها سوف تندهش كيف جعلنى أفعل ذلك.. ولكنها هى الحيلة والمعزة فى الخطاب.
فيجعلك تنشر الشائعات والأخبار غير الصحيحة.. ويساهم فى ذلك الوسائل الحديثة والمتطورة.. والتى تعود بنفع كبير للإنسان إذا استخدمها بشكل جيد والعكس أيضا صحيح.. والسؤال هنا ألم يمتلئ بريدك الإلكترونى بعديد من الرسائل، سواء كنت تستقبلها أو ترسلها تحتوى على كلمات عدة ومنها "أرسل هذه الرسالة إلى 25 شخصاً وسوف تسعد بخبر الليلة وإذا أهملتها سيسوء حظك".. ابعث هذه الرسالة لجميع من عندك وتكسب 2586445329735 حسنة؟ ولا أعلم كيف أمكنه حساب تلك الحسنات.. اقسم أنك تبعث هذه الرسالة لكل من تعرفهم حتى من قبل قرأتها.. إذا لم تبعث الرسالة فأنت لا تستحق أجرها.. لا تكن بخيلا وارسل الرسالة إلى غيرك.. لا تجعل الرسالة تقف عندك.. إذا كان نشرها سيتعبك فلا تنشرها.. ارسلها إلى خمسة وتكون كسبت 10 ملايين صلاة على الحبيب فى صحيفتك بإذن الله".
كأن الحياة تتوقف على إرسال هذه الرسالة!!! وكأن بإرسالك إياها ستأخذ الثواب الكبير وتدخل الجنة دون سؤال ولا تفهم أنى ضد إرسال الرسائل للآخرين ولكن كل ما أطلبه أن تتأكد من محتوى جراب الحاوى قبل إرسالها، لأن هناك رسائل تحمل فى ظاهرها معلومات خطيرة ومحتواها يكون خدعة.. فالحاوى يربطها بالمواضيع الدينية والثواب والعلم والطب والصحة وما إلى ذلك من حيل تؤدى إلى تنويم الشخص، فلا يستطيع التمييز بين الباطل وبين الحق.. فيقوم بإرسال الرسالة ونشرها على المنتديات دون تفكير.
فتجد رسائل تمتلئ بالقصص خيالية مثل تحويل فتاة إلى كائن لأنها قذفت بالمصحف و يمارس الحاوى لعبته بمهارة فيضع صورة للفتاة بعد التحول.. ويتضح أن الأمر خدعة وإنها صورة لتحفة فنية.. والأكثر من ذلك استكشافات العلماء فى كل مجال وربطها بآيات فى القرآن التى إن دققت النظر فيها وأمعنت الموضوع التى تتكلم عنه الآية الكريمة تجد أنه لا يوجد أدنى علاقة بينها وبين الاستكشاف العلمى المزعوم.. أما الحاوى تلك المرة لم ينجح فى لعبة الخداع، فلم يذكر العالم الذى اكتشف هذا الاكتشاف.. والأعجب الرسائل الخاصة برؤية الرسول والتى وجب إرسالها إلى 25 شخصاً ولا أعلم ما هو سبب هذا العدد ولماذا ليس ثلاثين أو أربعين.. والحاوى فى تلك المرة يعد أن الفقير سيصبح غنيا والمريض عفيا.. أما من يتوقف عن إرسالها فسوف يموت موتا شنيعا ويصبح فقيراً بعد الغنى ومريضاً بعد المعافاة.. وأيضا هذه الرسائل التى تحمل أحاديث ضعيفة أو مكذوبة عن الرسول الكريم لعدم تحرى الراسل وليس لقوة خداع الحاوى.. فالفرق واضح ولا يمكن أن يكون حديثاً لا فى معناه ولا فى شكله.. فحتى الحاوى لم يذكر الراوى.
من فضلك اسال نفسك؟ .. هل الفقر والمرض عقاب من الله؟ وهل كان يعاقب الله الأنبياء حينما جعلهم فقراء يعملون برعى الغنم أو حينما ابتلاهم بالمرض؟.. وماذا تقول فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يصب منه" رواه البخارى، وهل أصبح اكتسابنا للثواب يقتصر على تحصيلها بهذه الوسائل السهلة؟.
أخى.. أختى أرجوك تأكد قبل إرسال الرسالة أنك لم تقع ضحية للحاوى وألاعيبه.. وإن أوجس الشك فى قلبك فلا ترسل الرسالة إلى غيرك.. ولا تحسن النية وتقول كان مقصدى خيراً.. والله يعلم نيتى.. فأنت بذلك تساعد الحاوى على خداع عقول الناس بل إنك تقوم بنشر الشائعات، واعلم أن الله ورسوله أكبر من ذلك بكثير.. فلن يكون حصولك على الثواب الكبير ودخولك الجنة مقتصراً على مجرد إرسال رسالة.. ولكن ما يجعلك عند الله ورسوله أفضل هو أن تكون أكثر إيجابية ونفعا لمجتمعك ولنفسك .. وأن تكون مؤثراً فى أسرتك وأهلك ومجتمعك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة