منير أبو خضرة يكتب: عم ياقوت وعالم الطوابير

الثلاثاء، 11 مايو 2010 09:00 ص
منير أبو خضرة يكتب: عم ياقوت وعالم الطوابير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اجتمع عم ياقوت الفلاح البسيط من إحدى قرى كفر الشيخ بأولاده وزوجته على طبليه العشاء، بعد يوم طويل من العناء هو وأولاده فى العمل فى الحقل .. قال الابن الأصغر لأمه بعد أن تأمل ما صنعته الأم للعشاء .. بقى مكنش فيه عندك حاجه احسن من كده شويه.. فتأملتهم الأم واحدا تلو الآخر ثم أطالت النظر إلى الأب وقالت فى تهكم.. اطبخى ياجاريه...كلف ياسيدى.

لم يعر الأب أى اهتمام لما يدور من حوله فهو منهمك ويلتقط كل ماتقع عليه يده من على الطبلية ... انه لايبالى بما هو أمامه .... كلو ياولاد كلها نعمة ربنا .. قالها ثم التفت إلى زوجته:تعرفى يا متلدا احنا والله فى نعمة كبيرة..فيه ناس كتير مش لاقيه ربع إلى قدامنا ده..حتى انا سمعت من مجد خدام العمدة إنه كان فيه بيه كبير اوى من بتوع مصر عند العمدة من يومين وكانو بيتكلموا على المعيشة وأحوال الناس .... تعرفى بقولوا ايه.. والله جاى سواد يا متلدا بيقولوا بكره الناس تقف طوابير ومعاهم دفتر كده بيقولوا الحكومة هتعمله علشان توزع بيه أكل على الناس..هى الناس هتلاقيها منين ولا منين..نتولد بورقة ونعيش بورقة ونموت بورقة ، وإيه حناكل كمان بورقة.

لم يمض طويلا وأصدرت الحكومة بطاقات التموين... فقال ياقوت لزوجته وهو يخرجها من جيب صديريه ... مش قلت ليكى جاى سواد يا متلدا. يعد مرور أربعة عقود على هذا الحديث لم يتغير شىء .. كل شىء كما هو بل أسوأ. الخبز أصبح له بطاقة.. أنابيب الغاز لها بطاقة..بكره يعملون للهوا الى بنتنفسه بطاقة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة