اختتمت مساء اليوم، الثلاثاء، فعاليات الملتقى الخامس للرابطة العالمية لخريجى الأزهر، والذى تناول سيرة "الأمام أبو الحسن الأشعرى" إمام أهل السنة والجماعة نحو وسطية إسلامية تواجه الغلو والتطرف.
أوصى الملتقى بدعوة العالم الإسلامى شعوباً وحكومات إلى الوقوف خلف القضية الفلسطينية من أجل تحرير الأرض وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، مهيباً بالمجتمع الدولى أن يقف بحزم ضد الانتهاكات غير المشروعة التى تمارسها سلطات الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية على أرض فلسطين، مطالباً الفلسطينيين بتوحيد الصف ونبذ الخلافات.
وأوصى الملتقى الذى عقد على مدار الـ4 أيام الماضية بمشاركة 200 عضو من أعضاء الرابطة من مختلف أنحاء العالم، بدعوة الفرقاء فى العراق إلى توحيد الصف ونبذ النزاعات الطائفية حرصاً على وحدة العراق واستقراره ودعم هويته العربية والإسلامية.
ودعا الملتقى الشعب السودانى، أن يكون يداً واحدة فى مواجهة الأخطار التى تهدد وحدة السودان، كما دعا الملتقى المسلمين جميعاً إلى خطاب دينى وسطى يرسخ التعددية فى إطار الإسلام الذى يجعل المسلمين أمة واحدة تقبل الآخر وتحترم الأديان السماوية.
وتضمنت توصيات الملتقى العلمية جمع التراث المخطوط للإمام الأشعرى من مختلف مكتبات العالم وتحقيقه تحقيقاً علمياً، تمهيداً لنشره لإتمام الفائدة منه، وعمل فهرس موضوعى مفصل يستوعب معانى مصطلحات الإمام الأشعرى وآراءه من مختلف كتبه وتوثيقها لتكون مصدراً رئيسياً فى الكتابة عن منهجه وتوظيفها فى خطاب إسلامى وسطى معتدل، والعمل على تضمين أصول المنهج الأشعرى فى مناهج التعليم المختلفة، خاصة فى التعليم الجامعى مع العناية بربطه بالقضايا المعاصرة بما يحقق أهداف الأمة.
ومن المقرر أن تعمل الرابطة على العمل على تأليف كتيبات ميسرة تشرح أهم أركان الفكر الأشعرى حتى يستوعبها عامة المسلمين ويفهموا دقائق مدلولاتها ولطائف إشارتها مع إتاحتها للراغبين بوسائل الإذاعة والنشر المختلفة، والعمل على العناية بمناهج أعلام الفكر الإسلامى وعرض أفكارهم وتيسير مؤلفاتهم وعقد الندوات العلمية والملتقيات الثقافية حول كجمل إسهاماتهم فى الحركة العلمية بما يكفل لهم حضوراً حقيقاً فى خطاب أهل السنة و الجماعة ووعى شباب الأمة.
كما أوصى الملتقى برصد الجوائز القيمة للبحوث المتميزة عن الإمام الأشعرى وإنشاء كراسى باسمه فى المؤسسات التعليمية، والعناية بتقديم تراث الأشعرى مترجماً إلى اللغات الأجنبية مع دراسات مستوعبة وعميقة عن منهجه الوسطى وتأثيره فى عالم الفكر المعاصر.
كان الملتقى الذى استمر لمدة أربعة أيام قد شهد عدة مناقشات وآراء هامة اهتمت وسائل الإعلام بإبرازها كما أنها كانت موضع مناقشات واهتمام المشاركين بالملتقى من بينها ما ذكره الدكتور عبد الكبير العلوى وزير الأوقاف المغربى الأسبق ومدير عام وكالة بيت المقدس، محذراً من نشاط المذهب الشيعى وتجنيد إيران لإمكاناتها المادية والبشرية لنشر هذا المذهب فى بلدان أهل السنة معتبرها وجها من وجوه تصدير الثورة الإيرانية ودعمها للأقليات الشيعية الموجود فى دول الخليج، مؤكداً أن معسكر أهل السنة والجماعة ضعيف وهذا ينذر بخطر كبير والسبب فى ذلك هو الفرق بين الأنظمة الحاكمة فى دول أهل السنة ونظام الحكم فى إيران من حيث مكانة الدين فى النظام السياسي.
لكن الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين، كان له رأى أخر عندما قلل من خطورة المد الشيعى، مؤكداً "أننا نسمع عن المد الشيعى لكنه أمر غير صحيح فلا أثر لمد شيعى"، موضحاً أيضاً أن أهل السنة ليسوا ضعفاء، مؤكداً أن هناك بعض الأنظمة الحاكمة تدعم التيارات الإسلامية التى تدعم سياستها فى حين أن التيارات الإسلامية الصادقة يتم محاربتها.
ومن أبرز المناقشات التى تحدثت خلالها الدكتورة فايزة خاطر الأستاذة بجامعة الأزهر، عندما شنت هجوماً على مشايخ الطرق الصوفية، قائلة إن "هناك مشايخ للصوفية يركبون سيارات بملايين الجنيهات بفلوس الفقراء مريدى طرقهم بحجة أنهم ينفقونها فى مصارف شرعية"، مضيفة أن مثل هذه الأمور ليست من التصوف فى شىء وأنه لم تعد هناك صوفية سوى فى أشخاص قليلين.
ومن جانبه قال الدكتور عبد المعطى بيومى فى إحدى جلسات الملتقى، التى كان يرأسها فى حديثه عن السلفية، قائلاً إن السلفية الحقيقية هى التى كانت فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، المقصود بها هى اللفظة فى سياقها، فكان الصحابة يؤولون ويفسرون، والذى ينظر للسلفية على أنها لا تؤول فإنه يعيب فى الصحابة.
كما اهتم المشاركون بالملتقى بكلمة المفكر الإسلامى السورى محمد سعيد رمضان البوطى التى لقيت استحسان الحضور والذى أكد فيها أن الإسلام وعلماءه يتعرضون لهجمات شرسة تارة من المستشرقين الذين يصورون الإسلام بأنه شظايا فكرية متناثرة لا يستفيد منها البشر، كما أنها تعبر عن فكر متجمد وتارة أخرى بالهجوم على علمائه، فقد اتهم الإمام أبو الحسن الأشعرى بالغنوصية والتأويل واتباع الخرافة والإلهام الذى انتهى بموت الرسول وذلك من متطرفى الحنابلة الذين ضلوا عند مذهب إمامهم ليهاجموا الأشعرى إمام أهل السنة الأول الذى لولاه لتفرقت الأمة إلى شراذم مع كثرة الفرق المتخلفة المتكاثرة التى دحضها الأشعرى بوسطيته.
وفى نهاية الملتقى السنوى للرابطة العالمية لخريجى الأزهر أشاد جميع الحضور بحسن الضيافة والتنظيم، الذى قام به العاملون بالرابطة، كما أنه كان من اللافت للنظر وجود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر طوال فترة انعقاد الملتقى، حيث قام بنقل كل ارتباطاته إلى صالة كبار الزور بالفندق المنعقد به الملتقى وكان يمارس مهام عمله من هناك.
جانب من المؤتمر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة