ما حدث فى لبنان يمكن أن يحدث فى أماكن كثيرة من الدول الناطقة بالعربية ونحن جميعاً شاهدنا أو سمعنا أشياء من هذا القبيل.
ومنذ سنوات كنت فى ليبيا وهناك اكتشفت أن قيمة المواطن.. أى مواطن من قيمة حكومته.. وليس من قيمة عمله والأمثلة كثيرة على مستوى العالم والذى فيها يستمد المواطن أهميته من قيمة دولة.. وهذا المواطن يطلق عليه (مواطن حماية)، فالذى حدث فى لبنان مأساة بكل المقاييس– وهو موجه للحكومة فى المقام الأول، تلك الحكومة التى أضاعت هيبة مواطنيها (برة وجوه)، فالمصرى لا كرامة له داخل بلده فأنت معرض للإهانة فى أى لحظة وبأكثر من صورة، لأن الحكومة تتعامل مع المواطنين تحت بند الرعية وليس أبناء وطن أو تحت بند المتهم إلى أن يثبت العكس.
- فالذى حدث فى لبنان هو انعكاس لظلم الحكومة للناس لأن الناس لا تساوى شيئا فى نظرها بل هى تنظر إليه أنهم عاله عليها وأنهم شعب كسول يستحق ما يحدث له. ويكون التساؤل كيف لا أكون لعبة فى يد من هربت إليهم من حكومة هوايتها واحترافها الوحيد اللعب بالشعب وكأننا فئران فى معامل الحكومة تجرب فينا ما تراه مناسبا لها ويحقق لها بعض أو كل المكاسب؟
- ما حدث فى لبنان فظيع وما يحدث أمام مجلس الشعب أفظع منه وكل ما يحدث للعمالة المؤقتة هو الإفظاع بعينه وأسلوب تعامل الحكومة مع المصرى المؤقت هو نفس منطق تعامل العالم مع الفلسطينى لا حق له غير الأكل والشرب.
- فالذى حدث للمواطن المصرى موجه فى الأساس إلى الحكومة المصرية أو هو انتقام من الحكومة المصرية ممثلة فى شخص هذا المواطن الذى فر من جحيم الحكومة ليجد نفسه فى جحيم آخر، لأنه لا يمكن يرى أن الحكومات الوطنية قد نجحت فى أن تجعل العرب تكره مصر وكل من يبحث عن الشهرة يهين رموزها.
فى العام 2001 كنت فى ليبيا وأمامى مركز الشرطة الخاص بمدينة بنى غازى شاهدت نفرا من الليبيين يقوم بالضرب لمواطن مصرى دون الاعتبار لأى شىء رغم أنهم أمام مركز شرطة وفى ميدان عام والناس تشاهد كل شىء ولا أحد يتدخل لكى يرفع هذا الظلم الذى تعرض له هذا المواطن وكيف يتدخل وحكومة هذا المواطن هى التى جعلت من هذا المواطن ليس له حق الاعتراض على شىء ما دام يأكل ويشرب لذا فعليه أن ينعم بهذه النعمة ويبوس أيده وش وضهر وآهى عيشة والسلام.
