قال الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إننا مجتمع يعانى من الازدواجية، وعدم الاتساق مع الذات، مقارنًا بين ما يقدمه الإعلام العربى من عرى، والمطالبون بمصادرة كتاب ألف ليلة وليلة، أو حذف ثلاثين كلمة من صفحات الكتاب البالغة 1800 صفحة
وطالب مجاهد المثقفين وأصحاب العقول بمحاكمة القائمين على الإعلام العربى المُسف، بدلاً من المطالبة بحذف أجزاء من التراث، مشيرًا إلى أن طبعة الهيئة العامة لقصور الثقافة لكتاب ألف ليلة وليلة طبعة منقحة، مقارنةً بالطبعة الهندية.
جاء ذلك الاحتفالية التى أقامها صالون غازى الثقافى العربى بالقاهرة بالتعاون مع المعهد العالى للغات والترجمة بالسادس من أكتوبر، بمناسبة احتفالية الدورة الثالثة والعشرين للصالون.
وأكد مجاهد على أن الفرق بين التراث المقدس "القرآن الكريم"، والغير مقدس، هو أنه يمكننا أن نناقش هذا التراث، ولكن لا يمكننا أن نحذف منه، مشيرًا إلى أن المتحدثين باسم الحداثة هم أصحاب عقول أصولية فى الأساس، مضيفًا "يجب علينا أن ننظر للفن فى سياقه الفنى ودوره الرئيسى فى الثقافة، والذى يعلى من شأن الأخلاق".
وقال مجاهد "عندما يكون لدينا قنوات فضائية تقدم أغنيات بها عريًا، وهذا إذا جاز أن نسميها أغنيات، وأيضًا أن يكون لدينا إعلانات أفلام عربية يقال عليها "أفلام عربى.. أم الأجنبى"، ومن المعروف لدارسى اللغة العربية أن النقاط تستعمل كناية عن محذوف، ويذاع هذا على القنوات الفضائية كلها، فهل المجتمع الذى يسمح بهذا عندما يقف أمام منتج ثقافى صدر منذ عقود يطالب بحذف ثلاثين كلمة من 1800 صفحة، فهذا فى الحقيقة مؤشر يدل على أننا مجتمع يعانى من الازدواجية، وعد الاتساق مع نفسه".
وأوضح مجاهد أنه إذا راجعنا إلى كل الشعر الصوفى الذى يتحدث فى العشق الإلهى، فلن نجد فيه سوى رمزين أدبيين، هما الخمر والغزل، فنجد ابن الفارض يقول فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم: شَـرِبْنَا عـلى ذكْـرِ الحبيبِ مُدامَةً سـكِرْنَا بها من قبل أن يُخلق الكَرْمُ، قائلاً: ومن المعروف أن استخدام مثل هذه الصور البلاغية والحسية لها غرض آخر، وللدليل على ذلك لدينا قصيدة لشاعر النبى صلى الله عليه وسلم تبدأ بالوقوف على الأطلال، حيث يقول حسان بن ثابت فى مطلع قصيدته "عفت ذات الأصابع فالجواء.. إلى عذراء منزلها خلاء"، ثم يدخل على الغزل قائلاً "فدع هذا ولكن من لطيف يؤرقنى إذا ذهب العشاء، لشعثاء التى قد تـيمـــته فليس لقلبــه منها شفـــاء"، ثم يتطرق الشاعر إلى أثر شرب الخمر قائلاً "ونشربها فتــتركنا ملوكنا وأسدًا ما ينــهنـهنا اللقــاء"، ويأتى الغرض من كل هذا أن الشاعر يوجه حديثه إلى الأعداء، ليعبر بصورة بلاغية عن هول إقدام الجيوش الإسلامية على أعدائهم وليحدث فى نفسهم الرعب، وإلا لنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاعره عما قاله.
وفى نهاية الاحتفالية قدم المفكر السعودى غازى بن عوض الله، رئيس مجلس إدارة الصالون للدكتور أحمد مجاهد درع الصالون تكريمًا له، ولدوره فى إثراء الحياة الثقافية منذ توليه منصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة